في تأكيدٍ للدعم الروسي المتنامي لبشار الأسد؛ أفاد مصدر عسكري مقرَّب من النظام باستخدام قواتِّه في الآونة الأخيرة أنواعاً جديدة من الأسلحة الجوية والأرضية المُقدَّمة من موسكو. وشنَّت طائرات حربية تابعة لحكومة دمشق نحو 12 غارة على مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى كما ذكرت مصادر. كما شنَّت غارات على مواقع تابعة للمعارضة في مدينة حلب ما أسفر عن مقتل 47 شخصاً على الأقل يومي أمس وأمس الأول. ورفع مصدر إغاثي في حلب عدد ضحايا القصف إلى 60 قتيلاً جميعهم من المدنيين، بينما تبادلت القوات النظامية ومقاتلو المعارضة إطلاق النيران الكثيف في المدينة المقسمة. ووصف المصدر العسكري المقرب من النظام الأسلحة الروسية الجديدة بأنها ذات فاعلية ودقة عاليتين، مؤكداً بدء القوات استخدامها خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد تدريبٍ داخلي عليها خلال الأشهر الأخيرة. ورفض المصدر إيضاح مزيدٍ من التفاصيل بشأن الأسلحة، لكنه قال «هي ذات فاعلية كبيرة ودقيقة للغاية وتصيب الأهداف بدقة، ويمكننا القول إنها أسلحة على أنواعها سواء كانت جوية أو برية»، مشيراً إلى تلقي الجنود النظاميين تدريباً قبل بدء استخدامها. وإلى جانب الإمدادات العسكرية الروسية للأسد؛ تزيد موسكو من عدد قواتها البرية في سوريا التي سقط في حربها الأهلية على مدى 4 سنوات نحو 250 ألف قتيل. وتحدث مسؤولون أمريكيون أمس الأول عن تعرُّف بلادهم على عددٍ قليلٍ من طائرات الهليكوبتر الروسية في أحد المطارات العسكرية السورية. وكشف أحد المسؤولين عن التعرف على 4 طائرات هليكوبتر بعضها حربية، فيما لم يتضح متى وصلت الطائرات إلى هناك. وأكد المسؤولون الأمريكيون أن موسكو ترسل رحلتي شحن جويتين عسكريتين في اليوم إلى قاعدة جوية في مدينة اللاذقية على الساحل السوري الذي تسيطر عليه الحكومة. وفي وقتٍ سابق؛ أشارت تقديرات أمريكية إلى إرسال الروس نحو 200 فرد من مشاة البحرية ودبابات ومدفعية وغيرها من المعدات إلى مطار عسكري على مقربة من اللاذقية. ميدانياً؛ شنت مقاتلات النظام أمس نحو 12 غارة على مدينة الرقة «شمال شرق» التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وبدا الهجوم الكبير غير مألوف، كون المنطقة مستهدفة أصلاً بطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب. وأسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب مصادر منها المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن 11 غارة على الأقل. ويستهدف التحالف الدولي ضد الإرهاب مواقع ل «داعش» في سوريا والعراق. إلى ذلك؛ كشف مسؤولون فرنسيون عن مقتل القيادي الجزائري المتطرف، سعيد عارف، خلال غارة شنتها طائرة أمريكية دون طيار في سوريا في مايو الماضي. ويعد عارف (49 عاماً) أحد أبرز قادة حركة التطرف العالمية، وبدأ نشاطه في تسعينيات القرن الماضي مع الانضمام إلى معسكرات تنظيم «القاعدة» في أفغانستان والتعرف على أسامة بن لادن. لكنه اعتُقِلَ في عام 2000 وجرت ملاحقته قضائياً في فرنسا لمشاركته في شبكات لإرسال مقاتلين إلى الشيشان وضلوعه في خطط تستهدف بصورة خاصة برج إيفل. وحُكِمَ على عارف عام 2007 بالسجن 10 سنوات، وأُطلِقَ سراحه في ديسمبر 2011. وكان من المفترض إبعاده عن فرنسا، لكن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طالبت بعدم تسليمه إلى الجزائر حيث كان يواجه خطر التعذيب. وفُرِضَت عليه بالتالي الإقامة الجبرية في فندق في بريود «وسط فرنسا»، وأُرغِمَ على المثول 4 مرات في اليوم أمام مركز الدرك المحلي في المدينة الصغيرة. وفي أحد أيام مايو 2013؛ لم ينزل من غرفته لتناول الفطور وتبيَّن أنه سرق سيارة زوجة ابن صاحب الفندق خلال الليل. ورُصِدَت السيارة بعد بضع ساعات على طريق عام يقود إلى بلجيكا. بعد ذلك؛ توجَّه القيادي المتطرف إلى سوريا حيث أصبح من مسؤولي مجموعة «جند الأقصى» القريبة من «جبهة النصرة»، وكان يعتبر من المنظمين الرئيسين لاستقبال المقاتلين الأجانب لا سيما الذين يتكلمون الفرنسية منهم. وفي أغسطس 2014؛ أدرجته الولاياتالمتحدة على قائمتها السوداء لكبار الإرهابيين الدوليين، كما أدرجته الأممالمتحدة على قائمتها للمتطرفين الخاضعين لعقوبات بسبب ارتباطهم ب «القاعدة».