يبدو أن الصراع الخفي في العراق بين ممثلي التيار الوطني بجميع أطيافه السياسية والدينية، وممثلي إيران في العراق بات أكثر وضوحا مع التحركات الشعبية التي مزقت صور خامنئي في بغداد، وهذا الصراع انعكس بشكل مباشر على مواجهة داعش، وسياسيا مع استجابة رئيس الوزراء حيدر العبادي للشارع من جهة وللمرجعية الدينية في النجف. في هذه المستويات الثلاثة تعمل طهران منذ عقود لشق الصف الوطني العراقي بنفس الطريقة التي استخدمها الأسد الأب في لبنان لتمزيق البلد خلال 30 سنة من وجود قواته هناك، الإيراني في العراق استطاع أن يشق الصف الوطني وعلى كافة المستويات السياسية والدينية والاجتماعية والعسكرية. فأوجد القيادات السياسية الفاسدة التي تأتمر بأمر طهران بشكل مباشر كما أنشأ أحزابا موالية له ورجال دين على رأس تنظيمات سياسية دينية، كما أسس للميليشيات التي يقودها قاسم سليماني ممثل خامنئي وحاكم العراق الفعلي كما كان رستم غزالة ممثلا للأسد وحاكما للبنان. التغول السوري في لبنان ووصوله إلى الذروة باغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري أطلق الشرارة التي طردت نظام الأسد من لبنان، والعراق اليوم يشهد نفس الإرهاصات لطرد المحتل الإيراني من العراق. في لبنان تبلور تجمع سياسي قاد حراكا شعبيا استطاع انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي بخروج قوات الأسد من لبنان، واليوم بات من واجب الوطنيين العراقيين سياسيين ورجال دين وفعاليات اجتماعية الوقوف إلى جانب المتظاهرين ومطالبة مجلس الأمن للتحرك من أجل إخراج المحتل الإيراني من العراق، والدفع بإصلاحات العبادي يجب أن يصل إلى النهاية بحل الميليشيات التي تعمل لمصلحة طهران. العراق اليوم بات على مفترق طرق فإما أن تنتصر الميليشيات التابعة لإيران ويكرس الاحتلال بكل رموزه وعلى رأسهم المالكي أو أن ينتصر التيار الوطني الممثل بالحراك الجماهيري والقوى الاجتماعية والدينية والسياسية الوطنية. الشارع يتحرك والكرة باتت في ملعب القيادات الدينية والسياسية الوطنية لأخذ زمام المبادرة وقيادة الحراك نحو التحرر من الاحتلال.