أوقفت حملة أمنية نفذتها الجهات الأمنية في محافظة النعيرية خلال أيام العيد الأربعة، أكثر من 220 سيارة «شبابية» مخالفة لأنظمة المرور. فيما قامت بإزالة المخالفات من نحو 160 سيارة. وحررت مخالفات مرورية في حق أصحابها، وأخذت عليهم تعهدات خطية بعدم ارتكاب المخالفات التي تنوعت بين» تظليل الزجاج، وإنزال هيكل السيارة، وتغيير ملامحها، وتركيب قطع إضافية لرفع عوادم الصوت (الهدرز)، ومخالفات مرورية أخرى. فيما لا يزال في حجز المرور أكثر من 60 سيارة أخرى، سُجل عليها مخالفات مرورية، تراوحت بين تفحيط، وهروب من الجهات الأمنية، وغيرها من المخالفات المرورية. وأوضح مدير مرور النعيرية العقيد فهد الحقباني، أنه «تم حجز 63 سيارة مخالفة في حجز المرور، وما زالت موجودة. فيما تم تحرير 160 مخالفة لأصحاب سيارات مخالفة لأنظمة المرور، تنوعت بين التنزيل، والصوت المزعج، والهروب، وعدم التوقف لطلب الجهات الأمنية، وتغيير ملامح السيارات». إلى ذلك، شهد طريق النعيرية – الساجي، والطريق الدولي الرابط بين الدماموالخفجيوالكويت، والطرق المتفرعة منه إلى رأس الخير، ومنيفة، وتناقيب، تجمعات شبابية، أو ما يعرف ب «الدرباوية»، مهددين أرواح عابري تلك الطرق ب «الخطر والموت»، وتسببوا في نشر «موجة رعب» بين المارة. وتقوم أكثر من 150 إلى 200 سيارة، بالتجمع على جنبات الطريق، وتنزل 3 أو 4 سيارات على الطريق، ويتولون إغلاقه، وممارسة «التفحيط الجنوني»، حتى يتم «تفجير» إطارات السيارة، غير مبالين بعابري الطريق من المسافرين، سواء من لديه عمل أو حالة «طارئة». وقال فالح محسن، وهو موظف في إحدى الشركات في منيفة: «لم أتمكن ثاني أيام العيد من الوصول إلى جهة عملي، إلا بعد معاناة، بسبب تجمعات شبابية، على كوبري منيفة. إذ أغلقوا الطريق، لممارسة التفحيط، بلا مبالاة بحق الطريق. وانتظرنا أكثر من نصف ساعة. ومن ثم قمنا بالنزول عبر الطرق الترابية حتى ابتعدنا عن التجمع؛ لنعبر الطريق مستاءين من الوضع القائم»، لافتاً إلى أن هذا الأمور «تكثر في أيام الإجازات، وفي إجازة نهاية الأسبوع». وذكر محمد الهاجري، الذي كان ماراً في الطريق، أن «الوضع الحالي غير مقبول، فلا يمكن تصور طريق دولي، يغلقه مراهقون، يسمون أنفسهم «درباوية»، لممارسة التفحيط والتحرش بالمسافرين»، مضيفاً أن «بعض المسافرين، وبخاصة من يستقلون سيارات ذات دفع رباعي، يفضلون السير في الصحراء، بعيداً عن الإسفلت، لتلافي مصادفة هؤلاء الشبان المراهقين، والأذى الصادر منهم. على رغم خطورة تصرفهم، إذ يكونون عرضة للضياع، أو دفن إطارات سياراتهم في الرمال». وأبدى فالح سعد المصينت، القادم برفقة عائلته من الكويت، إلى النعيرية، لزيارة أقاربه، استغرابه مما شاهده في التجمع الشبابي، بقوله: «هل يعقل ما يقوم به هؤلاء الشبان على طريق دولي، من تصرفات غير عقلانية»، مضيفاً أن «أول ما شاهدته أنوار السيارات، وتجمع عدد كبير منها، فتوقعت وقوع حادثة شنيعة. لكن عندما اقتربت من الموقع وجدت مئات السيارات والشبان الطائشين، يمارسون التفحيط وإثارة الفوضى، وإغلاق الطريق، ما جعل المسافرين، وبخاصة الذين لا يعرفون الطريق، وما يخفيه بجانبه من الرمال من التصرف، بحيث ينزلون من الطريق، فيما كانت هناك سيارات صغيرة لا يستطيع قائدها السير بها في الصحراء، ما يضطره إلى التوقف، حتى يجد له مخرجاً من بين هؤلاء الشبان». وأضاف المصينت، «لحسن حظي أن سيارتي ذات دفع رباعي، ومعي عائلتي، فلما لاحظت الوضع نزلت من الطريق، وسرت في الصحراء، حتى ابتعدت عن الموقع. ومن ثم عدت إلى الطريق الدولي»، لافتاً إلى أن التجمع كان «بين السفانية ومحطة الزمام للبترول (مفرق طريق النعيرية من طريق الدمام – الخفجي). وعند السير عبر طريق النعيرية، وقبل الوصول للمحافظة، وجدت تجمعاً آخر على بعد 10 كيلومترات من النعيرية»، مؤكداً أنه لن يذهب عبر هذا الطريق مرة أخرى، «وبخاصة وقت المساء، لخوفي على نفسي وعائلتي. وكنا لم نشاهد تلك التصرفات من هؤلاء الشبان، وبخاصة في السعودية قبل سنوات، إذ لن تجد شاباً يجرؤ على ممارسة هذه التصرفات، خوفاً من العقوبات التي ستلاحقه، ولكن اليوم نسمع أنهم يتعمدون التفحيط أمام الجهات الأمنية، ولا يبالون بذلك». بدوره، قال محافظ النعيرية ناصر الماضي: «إن هذه الظاهرة أصبحت تؤرق الجميع، ولا بد من الوقوف تجاهها بحزم، من خلال تطبيق الأنظمة على كل مخالف»، لافتاً إلى أن ذلك «يتطلب من الجميع، رجال أمن، ومواطنين، الوقوف صفاً واحداً تجاه هذه الممارسات التي تعرض أرواحاً بريئة إلى الخطر. كما أنها تشكل ظاهرة سلوكية مقيتة، وتوجّه طاقات الشبان إلى الانحراف السلوكي. وبما أن الامن مسؤولية الجميع، والمواطن هو رجل الامن الأول، فلا بد أن ينطلق الحرص علي الوطن ومقدراته من خلال المواطنين، من خلال محاربة هذه السلوكيات والمخالفات بشدة، ومساندة رجال الأمن لتأدية واجباتهم». وتزاد معاناة المسافرين على طريق النعيرية – الخفجي، إذا كانت سياراتهم «صغيرة»، ولا يستطيعون السير عبر الطرق الترابية، فيجبرونهم هؤلاء الشبان على التوقف لساعات، بل يصل الأمر في كثير من الأحيان إلى «التحرش» و«المضايقات». ويتنقل «الدرباوية» من موقع إلى آخر، غير مبالين بتحذيرات الجهات الأمنية. حتى وصل بهم الأمر إلى ممارسة التفحيط أمام الدوريات الأمنية، ويتعمدون الاصطدام فيها. وذكر مصدر أمني تحدث إلى «الحياة»، أن «إحدى الدوريات الأمنية، طلبت من إحدى السيارات التوقف، فقام صاحبها بالاصطدام في الدورية، ومحاولة الهروب. ولكن دورية أخرى تمكنت من إيقافه بالقوة الجبرية، وذلك بصدمه في دورية ثالثة». وأشار المصدر، إلى أن هناك سيارة أخرى، «استقلتها مجموعة من الشبان، طلبت منهم الجهات الأمنية في الخفجي التوقف، ولكنهم هربوا، وتمت متابعتهم حتى تم توقيفهم في النعيرية، بعد أن حاولوا مقاومة رجال الأمن عند نزولهم من المركبة. ولكن رجال الأمن استخدموا القوة معهم. وتم تقييدهم، وإرسالهم إلى الجهات الأمنية في الخفجي». وكشفت عملية دهم، نفذتها دوريات أمن الطرق بمحافظة الخفجي، في تجمع خاص ب«الدرباوية»، يقع على مسافة 70 كيلومتراً جنوب مدينة الخفجي، عن أسلحة مختلفة في حوزة أحدهم. وأوضح المصدر الأمني، أن «العملية تمت مساء أول من أمس، وأسفرت عن توقيف عدد من المفحطين، كما عثرت الدوريات في حوزة موقوف بالقوة، على مسدس من نوع «جلوك»، إضافة إلى سلاح أبيض «ساطور»، وتم تسليمه مع المضبوطات إلى شرطة الخفجي، لاستكمال بقية الإجراءات النظامية. كما أسفرت عملية الدهم عن ضبط 7 سيارات أخرى، مارسَ أصحابها التفحيط في المكان ذاته». ويشهد الموقع تجمعاً للمفحطين. ويسفر في كثير من الأحيان عن حوادث وإصابات بين المشاركين أو المتجمهرين.