لا أعتقد أن رياضتنا في حاجة إلى مزيد من الإشكالات، فقضايا الأندية والاحتراف والمسابقات والمنتخبات ومسؤولو الأندية والإعلام (عسى بحملها تثور). قصة لاعب الباطن يونس العليوي، ومثلها قصة لاعب النهضة يحيي البليهي، وربما قصص أخرى بقيت طي الكتمان، تحكي عن عمق المعاناة جراء تضارب نظام الهواية مع نظام الاحتراف، ورغبة كل طرف في إحكام السيطرة على الحراك الرياضي في كرة القدم. الأندية الرياضية تتبع للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي رحمها ينضوي لاعبون هواة كثر، ولا يحق للاعب الهاوي أن ينتقل من ناديه دون مُسوغ. الدوري للمحترفين وكل لوائحه وتنظيماته تُسقى من عين الاحتراف، بينما الواقع يُحدثنا عن ازدواجية بين النظامين، جعلت الصراع مفتوحاً ومُستمراً بين الأندية ومكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب من جهة، ولجنة الاحتراف والاستئناف واللاعبين من جهة أخرى. ضجيج الخليج والفتح الحالي ومكتب المنطقة الشرقية ولجنة الاحتراف ولجنة الانضباط ولجنة الاستئناف، جهات عدة تُستهلك طاقتها الذهنية في نقاشات إعلامية شبه يومية عن حق كل طرف، فيما الحقيقة تقول إن اللوائح والأنظمة الجامدة هي أم المشكلة. أعرف جيداً أن سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، يسبر غور هذا الاختلاف عبر لجان بنفس القدر الذي يحاول فيه بعضهم شخصنتها. سمو الرئيس، إن التباطؤ في حسم هذه الازدواجية، سيولد أكثر من عليوي وبليهي، ونحن لدينا ما هو أهم.