اسْتَكْتَبَتْنِي «الشرقُ» منذ صدورها بعددها الأول في 5 ديسمبر 2011م، فانطلقتُ بانطلاقتها كاتباً لمقالة الرأي فيها وحتَّى صدور عددها هذا برقم 1372 بتاريخ 6 سبتمبر 2015م وبدون انقطاعٍ؛ لأصل معها وفيها لكتابةِ مقالتي الأسبوعيَّة رقم 200، وخلال ذلك ولفترةٍ زمنيَّة قاربتْ أربع سنوات لقيتُ تقديراً لشخصي ولما أكتبه من رؤساء تحريرها ورؤساء قسم الرأي فيها المتعاقبين في هذين الدورين فيها، فلهم شكري وتقديري جميعاً، وما استمراريَّتي في صحيفة «الشرق» كأحد كتَّاب الرأي القلائل المستمرِّين بكتابة مقالاتهم فيها منذ صدورها وحتَّى الآن إلاَّ شرف مهنيٌّ وفكريٌّ أعتزُّ به؛ إذْ كثيراً ما يتوِّجني رئيسُ قسم الرأي الأستاذ عبدالوهاب العريض عند مهاتفته لي بشرف آخر فينعتني بعميد كتَّاب الرأي حينما يستحثّني مقترحاً عليَّ كتابةَ مقالةٍ تتطلَّبها مواقف طارئة أو أحداث جارية، فله منِّي تقديرٌ خاص على ثقته بي وعلى إشعاري بقيمة ما أكتبُه فكريّاً وعلى صبره على تغييري المتتابع لمقالتي الأسبوعيَّة، فلطالما بعثتُ له بمقالاتٍ لتنشرَ متتابعةً بحسب ترقيمها؛ لأقطعَ تتابعها بمقالة مستجدَّة مشفوعة برسالةٍ اعتادها أقول فيها: يستحسنُ نشرها الأحد القادم فيستجيب لاستحساناتي تلك. كما أقدِّر لصحيفة «الشرق» نشر مقالاتي كما تردها منِّي فلم تَحجب منها مقالةً ولم تحذف فقراتٍ من مقالة إلاَّ بعد استشارتي بذلك وكشف أسبابه عدا مقالة نُشِرَتْ في العدد رقم 1050 بعنوان: أسقف الآمال والتطلُّعات، اختلفتُ فيها بعد نشرها مع الأستاذ سعد الفاعور الناهض برئاسة قسم الرأي لفترة قصيرة فحذف منها بدون إشعاري مسبقاً فقرتين بأكثر من 100 كلمة؛ بقصد تقليله لعدد كلماتها بعد تقليص الصحيفة لصفحتي الرأي لصفحة وثلث الصفحة، لكنَّ الأستاذ عبدالوهَّاب استطاع بلباقةٍ وحكمةٍ معالجة هذا الموقف، كما أقدِّر لصحيفة «الشرق» وصول نسختها الورقيَّة مجاناً إلى صندوق بريدي الخاص للعامين الأولين، وأُذَكِّر رئيس تحريرها الأستاذ خالد عبدالله بوعلي بوعده باستمراريَّة وصولها ولو باشتراك فلعلَّه أن يتذكَّرَ وعده ذلك، وأقدِّر لقرَّاء مقالاتي ورقيّاً وإلكترونيّاً من خلال روابطها في تويتر وفيسبوك الذين يوصلونها لمراتب متقدِّمة قراءةً من بين مقالات الرأي في صحيفة «الشرق». كتبتُ مقالاتي بموضوعيَّة وشفافيَّة بعيداً عن الإنشائيَّة وعن التصنُّع الأسلوبيِّ، كتبتُها في ضوء أهداف واضحة ولغاياتٍ بيِّنة ومحدَّدة، وبمسؤوليَّة وطنيَّة بمعلوماتٍ وبياناتٍ موثَّقة وبحقائقَ وأفكارٍ محقَّقة، بلغة علميَّةٍ عربيَّة فصيحة راقية يرتضيها المثقَّفون النخبةُ ويتقبَّلها المثقَّفون الصاعدون، ابتعدتُ فيها عن لغة السوقة وعن ابتذالات العاميَّة، واعتنيتُ فيها بعلامات الترقيم وبحركات إعرابها وبتشكيل بعض كلماتها ابتعاداً بها عن سوء فهم أو عن فهم غير مقصود، وحرصتُ فيها أن تحملَ للقارئ الرأيَ الحرَّ وأن تعرضَ الرأيَ الآخر للمقارنة بينهما أو للتأكيد على الرأي المطروح فيها، فلاقيتُ ذلك كلَّه متَّسِقاً مع توجُّهات صحيفة «الشرق» فكراً صحفيّاً ومنهجاً ثقافيّاً، ومتَّفقاً مهنيّاً مع لغتها التحريريَّة، كتبتُها في قضايا وفي موضوعات تربويَّة وثقافيَّة وأدبيَّة ونقديَّة ولغويَّة وفكريَّة وتنمويَّة واجتماعيَّة ووطنيَّة وسياسيَّة، وكتبتُ في البحث العلميِّ محفِّزاتِه ومعوِّقاتِه، وفي حريَّة التفكير والتعبير والحوار الوطنيِّ والثقافيِّ، طرحتُها مستقرئاً التاريخ ومفعِّلاً الجغرافيا ومستضيئاً بعلم النفس ومسترشداً بعلم الاجتماع، وما كتبتُه إمَّا أنَّه يدخل في تخصُّصي الأكاديميِّ، أو يتَّسق مع خبراتي البحثيَّة والتربويَّة العمليَّة، أو كتبتُه بمحفِّزاتٍ من موهبتي الأدبيَّة وقدراتي التَّذوقيَّة، أو أنَّه يلامس معايشتي لقضايا مجتمعي ووطني، أو يعدُّ ثقافة عامَّة تخدمها كلُّ التخصُّصات والمواهب، ونشرتُ من خلال مقالاتي وتعليقاتي في صحيفة «الشرق» ما يزيد على 200 قصيدة ومقطوعة شعريَّة، فشكراً لمن أجازها ولمن قرأها ولمن علَّق عليها، وكلُّ عددٍ والجميع بخير. وحيثُ كتبتُ في القضايا الفكريَّة عن التطرُّف الفكريِّ والغلو الدينيِّ ثلاثاً وثلاثين مقالة نشرتها صحيفةُ «الشرق» فقد جمعتُها في كتابٍ عنونتُه ب : التَّطَرُّف الفِكْرِيّ بِالأَخْونَةِ والإِرْهَاب، سيحتلُّ -بمشيئة الله- مكانه في المكتبة العربيَّة قريباً، فيرى النور منشوراً محتوياً على بداياتِ الفكر المتطرِّف وانتشارِه عن طريق مدارس الوطن وجامعاته ووسائل إعلامه المختلفة وتأثيرِه أخونةً في شبابنا ونتائجِه وعمليَّاتِه الإرهابيَّة والطائفيَّة والتجسُّسيَّة في الوطن وعليه، والدورِ الخارجيِّ العربيِّ والغربيِّ في صناعته ونشره والتغرير بشباب الوطن ودفعهم إلى ساحات الصراعات الخارجيَّة، وقد حظيتْ محتوياته باعتبارها مقالات رأي باهتمامات القرَّاء وبتعليقاتهم، وباستقراءات محاوري برامج في القنوات الفضائيَّة وبالإذاعة السعوديَّة، واسْتُضِيفَ كاتبُها مداخلاً أو محاوراً فيها، فأضحتْ هذه الاهتماماتُ من دوافعه لجمعها في كتاب وتقديمها للمثقَّفين وللباحثين لتحليلها ولدراستها، كما أدرجتُ اثنتين وأربعين قصيدة نشرتها ‹الشرقُ» ضمن مقالاتي أو في موقعها الإلكترونيِّ كتعليقات على مقالات الزملاء أو كردود على معلِّقين على مقالاتي، أدرجتُها مع غيرها من شعري في مجموعتيَّ الشعريَّتين الخامسة بعنوان: وتَبْتَسِمُ الصَّحَارَى، والسادسة بعنوان: مَوَاقِفُ ومَشَاعِر، واللتين سيريان النور منشورتين قريباً -بمشيئة الله -، وقد وثَّقت ذلك كله بحسب نشره في صحيفة «الشرق» أعداداً وتواريخَ عرفاناً بدورها في ذلك.