يقول الله تعالى في القرآن الكريم «إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى» (12) سورة طه. لقد جاء الأمر الإلهي من الله -عز وجل- لكليمه موسى، عليه السلام، بخلع نعليه قبل دخول الوادي المقدس، وقبل الشروع في الحديث مع الله؛ ولعل الأمر جاء تشريفاً للوادي المقدس، ولكيلا يكون هناك حاجزٌ بين موسى، عليه السلام، وتلك البقعة المباركة، يحول دون أن تلامس قدماه «بركة الوادي»، فهل يا ترى جاء الأمر أيضاً لإبراهيم الخليل، عليه السلام، بِخلع نعليه قبل دخول وادي مكة؟ وهل نحن على استعداد أن نخلع نعالنا قبل البدء بالحج؟ إن حصول البركة الإلهية، والدخول إلى الوادي المقدس لا يقتصر على خلع نعل القدم، بل يجب خلع كل ما هو عالقٌ بيننا وبين الحديث مع الله، خلع كل تلك الحجب التي تبعدنا عنه، خلع تلك الأنانية التي لا تسمح بعبور النور، والدخول في الوادي المقدس للنظر إلى مَنْ؟ ومع مَنْ؟ نحن نشد الرحال، وخلع النعل وحده لا يكفي ما دامت خطواتنا بعيدة تقف خلف الوادي، ولا تتقدم نحوه شيئاً. موسم الحج قريب، فأتمنى أن نوفق وجميع الحجاج لأن نخلع نعالنا، ونلامس «بركة الوادي».