مطلقة: غضب عليها مجتمعها فأصبحت تهمة وجريمة أنها مطلقة، والسبب أنها لم تجد الحياة الزوجية السعيدة التي كانت تراها في الأحلام أو في الأفلام، مع زوج ينام على المنكرات ويستيقظ بالضرب عليها واللعنات.. باع دينه قبل دنياه…. فطلبت الخلع من حياة لا تطاق.. لعل أن يأتيها فارس أحلامها الذي كانت تنتظره طول عمرها... ومازالت تنتظر.. أرملة: ترى أمامها أطفالاً إذا أفطروا لم يجدوا الغداء وإذا ناموا لم يجدوا الغطاء.. تنتظر طارق بصدقة يسد حاجة أبنائها ولباس يستر حشمتهم وعفتهم.. تتصنع البسمة أمامهم.. وتنهال عليها طعنة إذا أحست بآلامهم تخبئ دموعها.. وتنشر سرورها.. مديون: قد أنهكه التعب والعمل لسداد ما همه بالليل وما ذله بالنهار من ديون قد أذاقته أشد العذاب.. فيحتار في سداد إيجار.. أو فواتير حاضرة هي من أساسيات الحياة.. أو أقساط متتابعة لا ترحم بل تريد المغنم.. طليق من سجن: مدفوع بالأبواب كلما توجه لعمل دفعوه بقولهم راعي سوابق يريد أن يبدأ حياة نظيفة عفيفة.. وأهل السوء يأتونه من أمامه ومن خلفه ومن جنبيه.. يزينون له تارة ويرهبونه تارات.. حائر لا يعلم أين صائر. موظف: قد أبى مديره إلا إذلاله حتى فيما يستحق من علاوة في مركز أو مُرتب.. وكلما أراد الشكاية عليه وجد من شكى عنده أستاذاً له في الظلم.. يردد «إذا عدوك القاضي فمن تقاضي.. ». هذه مشاهد تجلب الأسى والعناء فيمن يقرأها أو يسمعها، فكيف بمن يعانيها ويقاسيها في كل ساعة.. بل في كل لحظة.. إنه واقع مر «قد يُبتلى صاحبه في أعز ما يملك من دين أو عرض أو ولد».. أخي الحبيب تعال بنا لنتعلم ونعلم أن الله يسمع ويرى وهو العليم الحكيم.. والعزيز القدير.. وهو أرحم بعباده من الأم على رضيعها.. وارْضَ يا مبتلى بما أصابك.. فالدنيا دار بلاء وعناء وليست دار مستقر وهناء.. وإذا وجدت من ظالم أذى فقل: "اللهم اكفنيه بما شئت" فالله سيتولى عقابه عاجلا أو آجلا.. سأل أحد الصحابه رسول الله: أيُّ الناس أشَدُّ بلاءً؟ قال: «الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه.. وقال: لا يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركَهُ يَمْشِي على الأرض وما عليه خطيئة.. وقال: مَنْ يُرِدِ الله به خيراً يُصِبْ منه. صدقت يا رسول الله، عندما جئت لأبي أمامة وهو جالس في المسجد فقلت له ما لي أراك يا أبا أمامة في غير موعد صلاة قال ديون وهموم ألزمتني يا رسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: هل أدلك على قول لو قلته في مسائك وصباحك لأذهب الله عنك همك وقضى عنك دينك قال نعم يا رسول الله فعلمه دعاء الهم المعروف فإنه والله وتالله وبالله فيه الشفاء المألوف.. والعاجل لكل سائل.. ولو يعلم المبتلى ما يلاقيه من جزاء البلاء في الآخرة لتمنى أنه يقرض بالمقاريض. وبهذا الإيمان بالله، والرضا بقضائه.. وباليقين بموعوده في الآخرة.. وصدق التوكل عليه بالقول والعمل.. سينتهي الواقع المر في نفوسنا وقلوبنا.. وتنتشر الابتسامة على محيانا.. يملؤها الأمل.. لا المر ولا الألم.