اعتبر الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أن السلاح النووي هو الذي أتاح إبرام اتفاقٍ تاريخي مع كوريا الجنوبية، أنهى التوتر العسكري بين البلدين، فيما استعرض الجار الجنوبي قوته العسكرية بإجراء أكبر مناورات مشتركة مع الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن كيم، قوله خلال اجتماعٍ عسكري برئاسته، إن لبلاده الفضل في إبرام الاتفاق، ما أعاد الدولتين المتنافستين إلى طريق «المصالحة والثقة». وسمح الاتفاق، الذي تم التفاوض بشأنه في قرية بانمونجوم الحدودية، بإنهاء التصعيد الذي دفع بالبلدين إلى حافة الحرب، وبموجبه وافق الشمال على إنهاء حالة شبه الاستعداد للحرب التي أمر بها كيم. فيما أوقف الجنوب بث الرسائل الدعائية المضادة عبر مكبرات صوت على الحدود. وكان جيشا البلدين وُضِعَا لأيام في حالة تأهب قصوى، ونشرت كوريا الشمالية المدفعية الثقيلة على الحدود، فيما قامت مقاتلات كورية جنوبية وأمريكية بتدريبات على غارات وهمية. وفيما أوقفت سيئول الدعاية عبر مكبرات الصوت؛ عبَّرت بيونجيانج عن الأسف لانفجار ألغام أدت إلى إصابة اثنين من الجنود الكوريين الجنوبيين في بداية أغسطس الجاري. ويُلزِم الاتفاق، الذي أعقب 40 ساعة من المفاوضات الشاقة، طرفيه بالتحاور. لكن ذلك لا يعني وفق الزعيم الكوري الشمالي بحث بلاده سبل إنهاء برنامجها للتسلح النووي «الذي يعتبر عاملاً أساسياً للسلام» على حد قوله. ورأى كيم أن «الاتفاق المبرم لم يتم التوصل إليه بأي حال على طاولة المفاوضات، بل بفضل قوة عسكرية ضخمة، وردعنا النووي الدفاعي». وأكد أن أولويته الآن ستكون مواصلة جهود تعزيز القدرات العسكرية، واصفاً الاتفاق مع الجنوب ب «فرصة تاريخية حاسمة يمكن أن تدشِّن عهداً جديداً في العلاقات الثنائية». في الوقت نفسه، نسبت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إلى كيم قراراً بإقالة بعض أعضاء اللجنة المركزية العسكرية، وتعيين آخرين بدلاً عنهم، و»معالجة قضايا تنظيمية» دون إضافة أي تفاصيل عن أسباب الإقالات. وذكرت الوكالة أن اللجنة العسكرية المركزية، التي تعد أعلى هيئة عسكرية في الحزب الشيوعي الحاكم، عالجت الأزمة الأخيرة. ونجمت الأزمة عن انفجار ألغام مضادة للأفراد في مطلع الشهر، ما أدى إلى بتر أطراف جنديين كوريين جنوبيين. وحمَّلت سيئول مسؤولية الحادث للشمال، وقررت على الإثر استئناف حملتها الدعائية على الحدود بعد صمت استمر 11 عاماً. وفي خطابه أمام اللجنة، ربط كيم بين موافقة بيونجيانج على إجراء المفاوضات وتأكيدها قوتها الأخلاقية والاستراتيجية. وشدد على أن «المبادرة الكورية الشمالية سمحت بالسيطرة على الوضع الذي كان على بُعد خطوات من الحرب، وسمحت بذلك بتبديد سحبها». في المقابل؛ استعرضت كوريا الجنوبية قوتها أمس بإجرائها أكبر مناورات مشتركة مع الولاياتالمتحدة على بعد 20 كيلومتراً عن المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين. وستجري محاكاة لهجوم في أراضي كوريا الشمالية خلال هذه التدريبات، التي يشارك فيها نحو 3 آلاف جندي، ونحو 100 دبابة وآلية مصفحة، و120 مدفعية ثقيلة، و45 مروحية، وأكثر من 40 مقاتلة. وعرض التليفزيون الكوري الجنوبي هذه المناورات في بثٍ مباشر ظهرت فيه الرئيسة، بارك غيون هي، ومسؤولون عسكريون كبار. والكوريتان في حالة حرب تقنياً منذ 65 عاماً، إذ إن النزاع المسلح بينهما انتهى عام 1953 بوقف لإطلاق النار لا بتوقيع اتفاق سلام رسمي.