أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن إيران تحاول تكريس نفوذها في المنطقة بعد إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية، واعتبر سعيد أن طهران وحلفاءها يخوضون معركة ترتيب هذا النفوذ في المنطقة، إلا أنه أكد أن حكام طهران يسعون إلى ترسيخ هذا النفوذ في الساحات العربية الأخرى قبل لبنان، ومالم ينجحوا في اليمن والعراق وسوريا لن يتمكنوا من الوصول إلى لبنان وفرض نفوذههم الكامل فيه. وحول الاحتجاجات الشعبية التي حدثت في بيروت بشأن أزمة النفايات قال في تصريح ل «الشرق»: إنه جرى استغلال هذه المطالب المحقة من قِبل حزب الله صاحب السلاح غير الشرعي في لبنان، وأشار إلى أن ما حصل في البدء كانت احتجاجات مدنية في وجه حكومة أخفقت في حل المشكلات التي تعاني منها مناطق لبنانية، لكنها انتهت بمواجهة القوى الأمنية والاعتداءات على الشرعية والمطالبة بإسقاط النظام. واعتبر سعيد أن احتجاجات بيروت حملت مطالب محقة وخاصة أن النفايات في العاصمة بلغت حداً غير مقبول لسكان المدينة، واعتبر أن اللبنانيين محقون في مطالبتهم للحكومة، وهي مقصرة في حل هذه الأزمة. واعتبر سعيد أن حزب الله إلى الآن لا يريد تغيير قواعد اللعبة أو الاشتباك مع تيار المستقبل والانتقال من التفاهم إلى المواجهة، لأن ذلك سيساهم في التحاق لبنان فيما يجري في المنطقة من صراعات وهو في غنى عنها الآن، والحزب بحاجة إلى هدوء نسبي في لبنان ومضبوط بسبب تورطه في الصراع السوري وارتداداته في لبنان. وقال إن حزب الله الآن لا يريد الوصول إلى حد إسقاط الحكومة التي تؤمِّن له حداً من الاستقرار، لكنه يريد تحسين شروط مفاوضاته في هذه الفترة. وانسحب وزراء حزب الله وحلفاؤه المسيحيون أمس من اجتماع مجلس الوزراء اللبناني الذي انعقد استثنائياً احتجاجاً على حل مقترح لأزمة التخلص من القمامة التي أججت احتجاجات عنيفة في بيروت. كما ألغت حكومة تمام سلام مناقصات لاختيار شركات جديدة تعنى بجمع النفايات. وجاء في بيان للحكومة عقب اجتماعها بعد يوم من إعلان نتائج المناقصات «استمع المجلس إلى عرض وزير البيئة لنتائج مناقصات الخدمات المنزلية الصلبة وأفاد الوزير بأن النتائج تضمنت أسعاراً مرتفعة مما يقتضي عدم الموافقة على تلك النتائج». وأضاف البيان الذي تلاه وزير الإعلام رمزي جريج «وبعد التداول قرر مجلس الوزراء اعتماد اقتراح وزير البيئة بعدم الموافقة على نتائج المناقصات وتكليف اللجنة الوزارية بالبحث في البدائل ورفعها إلى مجلس الوزراء.». وكانت وزارة البيئة أعلنت عن منح عقود لعدد من الشركات في خطوة انتقدتها وسائل الإعلام اللبنانية وهاجمها المتظاهرون. وقال وزير الإعلام إن رئيس الوزراء طرح خلال الجلسة تخصيص مبلغ مائة مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لمنطقة عكار في شمال لبنان وهي من المناطق الأكثر فقراً في البلاد لتنفيذ مشاريع تنمية مقابل «مساعدتنا على إيجاد حل سريع لموضوع النفايات».