أكد مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين ل «الشرق» أن فكرة بطاقة التبرع بالأعضاء تعود لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- وتهدف إلى تشجيع السكان في المملكة على تعبئة استمارة تبرع تتيح للفرد بعد وفاته التبرع بأعضائه لمريض آخر قد يكون في أشّد الحاجة إليها وهو ما يسهل على ذوي المتوفين الموافقة على التبرع بأعضاء متوفيهم احتراماً لرغبتهم الشخصية. وقد بلغ عدد بطاقات التبرع بالأعضاء الموزعة منذ بداية البرنامج حتى تاريخه حوالي ثلاثة ملايين بطاقة تبرع، وهي متوافرة في جميع المراكز الصحية ووحدات الغسيل الكلوي، كما يقوم المركز بالتعريف بها وتوزيعها في المناسبات الوطنية والاجتماعية والعلمية المختلفة. وأضاف شاهين أن بطاقة التبرع بالأعضاء بمنزلة تعبير عن رغبة المتبرع في التبرع بأعضائه ولا تُعد وثيقة إلزامية لأخذ الأعضاء أثناء الحياة أوبعد الوفاة وهو ما يسهل على ذوي المتوفى إعطاء الموافقة على التبرع بأعضاء ذويهم احتراماً لرغبته الشخصية. وزاد «أن أية عائلة عندما تواجه صدمة الوفاة فإنها في الغالب تشعر بالارتياح عند إعفائهم من عبء اتخاذ مثل هذا القرار، بل إنها قد تشعر أيضاً بمزيد من الارتياح إذا علموا أنهم نفذوا رغبة مَنْ يحبون. ومن المعروف أن التبليغ عن حالات الوفاة بشكل مبكر وتشخيصها ومن ثم العناية بها هي السبب الرئيس في نجاح برنامج التبرع بالأعضاء من المتوفين ما يؤدي إلى زيادة الأعضاء المتوافرة للمرضى المحتاجين لها». وبيَّن أنه تم البدء في تشغيل برنامج التبليغ المبكِّر وإنشاء شبكة معلوماتية للربط بين العنايات المركزة ومكتب جدّة الإقليمي للتبرع بالأعضاء في المنطقة الغربية كمرحلة أولى، على أن تعمم هذه التجربة على جميع مناطق المملكة لاحقاً. وقال «بدأنا في تدريب الكوادر الوطنية للعمل كمنسقين إداريين للتحدث مع ذوي المتوفين دماغياً لحثهم وإقناعهم على التبرع بالأعضاء لزراعتها لصالح إخواننا مرضى الفشل العضوي النهائي في المملكة».