اكتشفت وزارة الصحة 7 إصابات جديدة ووفاة بفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ليرتفع عدد ضحاياه خلال أسبوع واحد إلى 46 مصاباً و11 متوفى، فيما أظهر إحصاء تسجيل جميع هذه الحالات في الرياض باستثناء اثنتين في نجرانوأبها. وأعلنت «الصحة»، في بيانٍ لها أمس، ظهور أعراض المتلازمة على 6 مواطنين ومقيم (ممارس طبي) في الرياض، ووصفت الوضع الصحي للسبعة بالمستقر، مؤكدةً ثبوت مخالطة 6 منهم مصابان آخران. وتراوحت أعمار المواطنين الستة بين 26 و63 سنة، فيما يبلغ المقيم 27 عاماً. في الوقت نفسه؛ أفادت الوزارة بوفاة مواطن كانت أعراض المرض ظهرت عليه في وقتٍ سابق. وأكدت الوزارة معاناة المتوفي (63 عاماً من الرياض) من أمراض أخرى، علماً أنه ليس من الممارسين الصحيين. وكان وزير الصحة دعا المجتمع الأربعاء الماضي إلى عدم الإفراط في الثقة أو في القلق من «كورونا»، وتعهد بمواجهة الأجهزة المعنيَّة له بمهنيةٍ عاليةٍ بغية محاصرته، لكنه لفت إلى توقعات بتسجيل مزيدٍ من المصابين. إلى ذلك؛ أظهر إحصاء أعدته «الشرق» تسجيل «الصحة» 46 إصابة و11 وفاة بالفيروس خلال الأسبوع الفائت في أعلى معدلٍ لضحاياه خلال شهر أغسطس الجاري. وكان الأسبوع الأول من الشهر شهد 14 إصابة و4 وفيات، فيما شهد الأسبوع الثاني 21 إصابة و4 وفيات مع تسجيل حالتي تعافٍ في كل أسبوع. لكن الأسبوع الثالث (الفترة من 16 إلى 22 أغسطس الجاري) سجل 46 إصابة و11 وفاة و4 حالات تعافٍ. وكشف الإحصاء عن رصد جميع هذه الإصابات والوفيات في مدينة الرياض باستثناء إصابة في نجران ووفاة في أبها. وإجمالاً؛ ارتفع عدد حالات المتلازمة منذ اكتشافها في المملكة قبل 3 أعوام إلى 1141 حالة تعافت منها 592 بنسبة تماثل للشفاء تزيد على 50%. وفيما تعرضت 487 حالة إلى الوفاة؛ لا تزال 62 أخرى تخضع للعلاج بينها 6 مُنوَّمة في المنازل. وينتمي «كورونا» إلى نفس عائلة الفيروسات التاجية التي ينتمي إليها فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارز». لكن الأول أكثر فتكاً بالمصابين، إذ تزيد احتمالات وفاتهم به بنسبة 38% مقارنةً بمصابي الثاني، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ولم تظهر إلى الآن أي لقاحات مرخصة لمواجهة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية. إلا أن موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تحدث قبل يومين عن «نتائج مبشرة» لتجارب مبدئية تستهدف إنتاج اللقاح المطلوب. واستند الموقع العربي للهيئة إلى نتائج دراسة حديثة تقودها جامعة بنسلفانيا الأمريكية. وأظهرت الدراسة نتائج مبشرة للتجارب المبدئية، وتوقع الباحثون المشاركون التوصل إلى وسيلة فعالة في اتجاهين هما إعطاء مناعة للإبل باعتبارها ناقلاً محتملاً للمتلازمة إلى الإنسان؛ واكتشاف تطعيم للوقاية. ووفقاً للمحررة الطبية في «بي بي سي» سميثا موندساد؛ فإن أطباء عثروا في وقتٍ سابق على أدلة تشير إلى تسبب الإبل في إصابة الإنسان ب «كورونا». وتشير دراسة جامعة بنسلفانيا، التي نشرتها أيضاً مجلة «جورنال ساينس ترانسليشنال ميدسن» العلمية، إلى «تجارب لإنتاج لقاح يقي من الإصابة بالفيروس لدى الإبل والقردة». ويأمل العلماء أن يقود العمل المستمر إلى تحويل اللقاح إلى تطعيم مضاد يحصل عليه الإنسان للوقاية من المرض الذي ينتقل عادةً عن طريق التعامل المباشر مع مصاب. وأُجرِيَت أولى تجارب اللقاح التي تحدثت عنه «بي بي سي» على دماء الإبل، وأظهرت بدايات مبشرة لإنتاج بروتينات الأجسام المضادة التي تساعد على دعم دفاعات الجسم. وكتبت موندساند: «تمت تجربة اللقاح على قرود تعرضت للفيروس، وكانت النتيجة أنها لم تمرض». لكنَّ خبراء آخرين حذروا، وفقاً للمحررة، من المبالغة في التفاؤل بالنتيجة، إذ إنه من المعروف أن القرود تصاب بالفيروس بشكل أقل حدة من البشر، كما أنه ليس معلوماً بعد إمكانية تجربة اللقاح الجديد على الإنسان.