بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حقق لبلادي آمالها، وبسط لها أمنها وأمانها، وأنجز لها وعدها وحفظ لها قادتها ورجالها، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. خادم الحرمين الشريفين، أصحاب السمو الأمراء، أصحاب المعالي، السيدات والسادة الأفاضل. السلام عليكم. سلام كله فرح بهذا اللقاء المبارك الذي شرفنا به مليكنا الغالي.. خادمَ الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظك اللهُ ورعاك فضلاً ونبلاً وخيراً لشعبك وأمتك، السلام عليك من محبيك الكثر ورحمة الله وبركاته، وبعد.. والدي الحبيب، من أين أبدأ الحديثَ، وأنا في حضرة رمز من رموز الإنسانية المعاصرة التي حباها اللهُ حب وعشقَ ودعاءَ الملايين، فهنيئاً لك ذلك أيها النقي التقي.والدي الحبيب: تضطرب الدولُ، وتهتز القياداتُ، وتثور الشعوبُ، ومواطنوك يعلنون حبهم الصادق لشخصك العظيم، فهنيئاً لك هذا، (وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء) زادك اللهُ من فضله، وأوزعك شكرَ نعمتِه.أيها الشهم الأبي: كنت بالأمس في مدينتي الوفيةِ حائل مع هذه النخبةِ المتميزةِ من النساء والرجال، تحاورنا كثيراً، اختلفنا في أمور كثيرة، وتباينت آراؤنا في اتجاهات متنوعة، ولكننا اتفقنا على شيئين مهمين، أولهما: حب هذا الوطنِ، وحرصُنا جميعاً على النهوضِ به، من خلال نقاش حول الإعلامِ، الذي أصبح اليوم نقطةَ تحول مركزية ليس في توجيه الأحداث بل في صناعتها... وثاني الأمرين اللذين اتفقنا عليهما هو شكرٌ وتقديرٌ ودعاءٌ لك أيها الملكُ، أن منحتنا تحولاً تاريخياً جديداً على مستوى بلادنا الحبيبة فوجهت بإنشاء هذا المركزِ الشامخِ، مركزِ الملكِ عبدالعزيز للحوار الوطني، وهو ما بدأنا نلمسُ آثارَه وثمراتِه على حوارات المثقفين، بل ونرى آثارَه الطيبةَ في إشاعة جو الحوار بين مختلف فئات المجتمع. ومنح المرأة فرصة المشاركة والعطاء وطرح الرؤى والأفكار وقد أثبتت قدرتها على ذلك.. وأما الأمر الثالث الذي نبوحك سره هذا المساء، فهو خاص بنا نحن النساء اللواتي عشن هذا الحوارَ، وأكفُّنا ترتفعُ إلى الله أن يحفظك ويرعاك، ومكارمك تتوالى على بناتك، عبر قراراتك التاريخية في مشاركة المرأة، ومنحها حقها في مجالات مختلفة، بما يتفق وشرعنا العظيم الذي وقف إلى جوار المرأة منذ أعلن نبي الهدى وعنوان الرشاد محمدُ بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وصيتَه الخالدة: «استوصوا بالنساء خيراً» ودعاؤنا أن يحفظ الله عليك صحتَك وعافيتَك، فوطنك ومواطنوك، بل وكل الشعوب تحتاج وقفاتك التاريخية. ختاماً، أسأل الله عز وجل أن يبارك لك في عملك ووقتك وصحتك، وأن يسلمك من كل بأس (فإذا سلمت فكل الناس قد سلموا).. والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.