ليست العمالة المستقدمة والمستضعفة أحيانا أخرى هي من تتعرض للعنف الوظيفي، فالعنف الوظيفي يوجد حيثما وجد العمل والوظيفة. قد نظن أن بعضهم يبالغون حينما يتذمرون من العمل والمحيط الذي يعملون فيه، وذلك الأمر الذي يجعلهم يعانون في وظائفهم. فيتعرض الموظف للعنف الوظيفي حين يتأخر راتبه لشهر وربما لعدة أشهر، ويتعرض الموظف للعنف الوظيفي حين يجد تمييزاً ضده من المدير في العمل بتفضيل من هم أقل منه مهارة وكفاءة لأسباب شخصية، ويتعرض الموظف للعنف الوظيفي حين توكل إليه مهام عديدة تفوق طاقته وقدرته على التحمل، ويتعرض الموظف للعنف الوظيفي حين لا تسمع شكواه، ولا ينظر لرأيه. وتتعرض الموظفات للعنف الوظيفي بنفس الدرجات، ولكن يضاف إليه ما تعانيه من قبل بعض الإدارت العنصرية، التي لا تنظر لما تقدمه المرأة فقط لأنها امرأة! بل ويتعرض الموظف للعنف الوظيفي من قبل المراجعين، الذين لا يظهرون الاحترام للموظف، ويتعرض العامل من الزبون أحيانا للعنف الذي قد يصل للعنف الجسدي. تتحول بيئة العمل الذي يحتوي على عنف وظيفي إلى بيئة خاملة وإن بدت نشيطة خوفاً، فالعمل مقر يقضي فيه الموظف ساعات طويلة من يومه، فإن لم يكن يملؤها ويسودها جو من الارتياح والطاقة والإنتاجية، فإنها ستكون بيئة ثقيلة يتشكى ويتذمر منها الموظف، وقد نرى موظفين بمهارات عالية ولكنهم ينسحبون ويفضلون الاستمرار في بيئة أفضل وبأجر أدنى، تقدم لهم الراحة بعيدا عن العنف الوظيفي.