أتمَّ خالد مساوي حُمَّدي، أحد منسوبي قوة المجاهدين التابعة لوزارة الداخلية، استعداداته لزفافه الذي كان مُقرَّراً بعد شهر، لكنَّ مقذوفاً حوثياً غدر به أمس الأول ليستشهدَ بإصابةٍ في الرأس أثناء أدائه الخدمة في قطاع الطوال الحدودي التابع لمنطقة جازان. وحُمَّدي، في نظر أقاربه الذين تحدثوا إلى «الشرق»، شابٌّ عُرِف بشهامته وتعاونه مع المقربين منه واهتمامه بالرياضة والمناسبات الشبابية. وقال عنه زميله في العمل علي جعبور «كان معروفاً بالتزامه وانضباطه الشديدين وتعاونه معنا علاوةً على حسن خلُقه». وكان الشهيد، وفقاً لأحد أقاربه ويُدعَى ماجد حُمَّدي، أتمَّ كافة استعدادات الزواج بعد شهر «لكننا نؤمن بقضاء الله وقدره ونفتدي الوطن». وشيَّع سكان الطوال خالد مساوي حُمَّدي عصر أمس، وتقدَّم المشيعين مدير عام المجاهدين، الدكتور عبدالله السويد، ووكيل إمارة جازان المساعد، الدكتور عبدالرحمن ناشب، ومساعد مدير شرطة المنطقة، اللواء محمد الهاجري، وعددٌ من الضباط والمسؤولين والشخصيات القبلية. وفي صبيحة يوم استشهاده؛ التقى خالد والديه قبل التوجه إلى مقر عمله وتلقى منهما عبارات التأييد والتحفيز، بحسب عمِّه جبريل حُمَّدي الذي أبلغ «الشرق» بأن العائلة تسكن الطوال. بدوره؛ أرجع مدير قطاع المجاهدين في المحافظة، موسى الفيفي، استشهاد خالد إلى سقوط 4 مقذوفات حوثية داخل مبنى القطاع في تمام الساعة ال 8 و40 دقيقة من صباح أمس الأول، معدِّداً خصال الشهيد بقوله «عُرِفَ عنه إخلاصه وتفانيه في العمل والقيام بواجباته على أكمل وجه ودفاعه عن بلاده بكل استبسال وقوة». ونيابةً عن أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر؛ قدَّم محافظ الطوال، عليوي العنزي، التعازي إلى أسرتي حُمَّدي والجندي أول في حرس الحدود، حسن ناصر محمد بشيري. واستُشهِد بشيري أمس الأول بعد تعرضه لمقذوف حوثي أثناء أدائه خدمته في مركز المسيال التابع لقطاع ظهران الجنوب الحدودي في منطقة عسير. وتوجَّه مدير عام حرس الحدود، اللواء بحري عواد بن عيد البلوي، ومساعد قائد حرس الحدود في منطقة جازان، اللواء ناصر المطيري، ومدير عام حرس الحدود في الطوال، العقيد صالح العمري، أمس إلى مسقط رأس بشيري في قرية الحضرور التابعة للطوال لتقديم التعازي، فيما استقبلهم شيخ قبيلة آل بشير في القرية هزاع آل بشير وعددٌ من الأعيان. ونقل اللواء البلوي تعازي القيادة إلى ذوي الشهيد، وأبدى خلال حضوره مجلس العزاء ارتياحه لما يلمسه من لُحمة بين المواطن والقيادة. وشدد البلوي على اعتزاز وتشرُّف العسكريين ب «خدمة ديننا ووطننا وقيادتنا»، متابعاً «نعاهد المولى وولاة الأمر على المُضي مع باقي جحافل قواتنا الباسلة دفاعاً عن الوطن ونصرةً للجار وإحقاقاً للحق».