الحمد لله رب العالمين وله الشكر عدد خلقه أن أنعم علينا في بلادنا الطاهرة بنعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان التي تعزز استقرار البلد وتعطي الفرصة للناس ليقوموا بواجباتهم الدينية براحة وأمن واستقرار فالذهاب للمساجد لأداء الفرائض آمنين من نعم الله الفضيلة التي منّ بها علينا نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس. نعمة افتقدتها كثير من الأوطان الكثيرة نشاهد ما يحدث بها من دمار يوميا، ولقد كانت دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام أن قال «رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات» فقدم نعمة الأمن على نعمة الطعام وغيرها لعظمها وخطر زوالها. وفي هذا الشهر الكريم وغيره من الشهور ترى الناس يذهبون للمساجد منهم من يمشي ومنهم من ركب سيارته رجالا ونساء كبارا وصغارا وكذلك متنقلين بين مدن المملكة متبادلين الزيارات متواصلين مع الأبناء والآباء والأقارب بيسر وطمأنينة بينما في بلدان من حولنا قد هدمت مساجدها وجال في شوارعها العنف والحرب والسرقة والخوف فلا يأمن الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم بل إن كثيرين قد هاجروا من بلدهم ومن بيتهم في سبيل الحفاظ على حياتهم، وليعلم كل من أنعم الله عليه بالاستقرار ورغد العيش والأمن بأن ما يحدث في البلدان الأخرى من دمار إنما هو رسالة من الله للجميع لأخذ دروس مما حل في غيرنا وأن النعم لا تدوم إلا بالشكر المستمر وهذا ما يجب أن نعززه في أنفسنا وأبنائنا بشكل مستمر وأن عدم الشكر والتفكر والاستشعار بنعم الله الجليلة سبيل إلى زوالها، آيات قرآنية وأدعية كثيرة تحث على شكر النعم يجب علينا وعلى أبنائنا حفظها وتكرارها في كل وقت والتذكير بها لأن النعم لا تدوم إلا بالشكر المستمر، اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وولِّ علينا خيارنا واكفنا شرارنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين.