حثَّ رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، النواب في بلاده على دعم مقترحه بالانخراط في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، مشدِّداً على ضرورة بذل مزيد من العمل لتدمير ما سمّاها «الخلافة» في الأراضي العراقية، والسورية. ويتحفَّظ نواب على هذا المقترح، علماً أنهم رفضوه في تصويت أُجرِي قبل نحو عامين. وكان «داعش» أعلن قبل أشهر قيام ما سمَّاها دولة خلافة في مناطق سيطر عليها في العراق، وسوريا، مستفيداً من الفوضى الأمنية، وتقهقر الجيشين النظاميين في البلدين. وتشن بريطانيا ضربات ضد أعضاء التنظيم في العراق، لكن مشاركتها في الحرب عليه في سوريا اقتصرت على تنظيم رحلات استطلاع جوية لجمع معلومات. وطالب كاميرون، الذي يعد زعيماً لحزب المحافظين، أعضاء البرلمان البريطاني بدراسة ما إذا كان يجب الانضمام إلى حملة الضربات الجوية ضد المتطرفين في الأراضي السورية.وكانت لندن كشفت الجمعة الماضية عن مشاركة طيارين بريطانيين ملحقين بقوات أمريكية، وكندية، في تنفيذ ضربات جوية في سوريا، ما أغضب بعض النواب، الذين اتهموا الحكومة بتضليلهم. وتتوقع مصادر انتظار رئيس الحكومة إلى ما بعد انتخاب حزب العمال المعارض «ثاني أكبر حزب بريطاني» رئيساً جديداً له في سبتمبر المقبل، قبل أن يسعى إلى إجراء تصويت جديد في البرلمان بشأن القصف في سوريا.وكانت الحكومة فشلت في الحصول على موافقة البرلمان في تصويت سابق أُجرِي في عام 2013. واعتبر كاميرون، في مقابلةٍ مع شبكة «إن بي سي» الأمريكية، أن عليه دائماً جعل البرلمان في صفِّه، وتعهد ب «الالتزام بالعمل من أجل تدمير الخلافة» المزعومة. وسيقول زعيم حزب المحافظين في كلمة يلقيها اليوم الإثنين، إن بلاده في حاجة إلى بذل مزيد من العمل لمواجهة فكر التطرف من خلال الترويج لمعاييرها مثل: الديمقراطية، والحرية، وحكم القانون، و»تحدي نظريات التآمر». وسيصف، وفقاً لمقتطفات من الكلمة، وزّعها مكتبه، تنظيم «داعش» ب «حركة شريرة، ووحشية، ومقيتة»، وسيحذر مَنْ يفكرون في الانضمام إلى نحو 700 من مواطنيه، يُعتقَد بالفعل أنهم موجودون حالياً في سوريا، والعراق للقتال. وسيوجِّه حديثه إلى المتعاطفين مع التطرف قائلاً: «أنتم وقود المدافع بالنسبة لهم، سيستغلونكم، إذا كنتَ فتى فسيؤثرون على أفكارك، ومعتقداتك، وسيربطون قنابل في جسدك، ويفجرونك، وإذا كنتِ فتاة فسيسيئون معاملتك، ويعاملونك كالعبيد، هذه هي حقيقة تنظيم الدولة المريضة، والوحشية».