أقامت اللجنة الثقافية في ندوة الثقافة والعلوم بدبي مساء أمس الأول مناقشة لكتاب “مستقبل الثقافة في الإمارات”، للمترجم والباحث المصري كامل يوسف حسين، الصادر العام 2010 عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، تحدث فيها المؤلف، وقدم للندوة الدكتور سعيد حارب، في حضور رئيس مجلس إدارة الندوة سلطان صقر السويدي. بداية، أشار كامل يوسف حسين إلى أن الكتاب جاء نتاجاً لمناقشة طويلة بدأت على هامش ندوة عن دور المؤسسات في التنمية الثقافية، ثم امتدت بعد ذلك لتتمخض عن الكتاب، وتساءل “ما الذي يحتويه هذا الكتاب؟ غير أنني سأتحدث عما ليس فيه”. وقال “يخلو الكتاب من الأرقام والوقائع، ولا يرصد الفعل الثقافي بوصفه فعالية، بالتالي فهو ليس تعبيراً عن تيار ثقافي بعينه، أو اتجاه ما، أو إيديولوجيا، فإذا لم يكن كذلك فما هو؟ إنه إطلالة على المستقبل. ارتحال في الموضوع ذاته، إذ ما من مراجع سابقة سوى كتابين، أحدهما لعبدالخالق عبدالله، والآخر أصدره باحث في مجلدين اثنين، وخلاف ذلك ما من مقاربة حقيقية معمقة سوى مقالات نشرت في مجلات وصحف محلية وخليجية”، ثم حدد ملامح عديدة لكتابه، من بينها مساءلة التاريخ والمحطات المتتابعة على طريق الثقافة والمقاربة، مع تجربة الثقافة في دول أخرى عربية وغير عربية. ليخلص إلى أنه لم يكن بالإمكان أكثر مما كان معتبراً الكتاب دعوة لوضع استراتيجية لتطوير الثقافة في الإمارات. ليختم بالقول “أرى المشروع الثقافي الإماراتي، وأتخيله مشروعاً إسلامي الوجه عربي الملامح، وأحلم به حداثياً لمجابهة الغد”. وبحسب الكتاب، حدد الدكتور حارب التيارات الثقافية في المجتمع الإماراتي، والتي تتنوع ما بين التقليدي الشفوي، والنخبوي، والعولمي، وناقش هذا التقسيم الثقافي، وما ينطوي عليه من تحقيب سابق على نشأة الدولة. وفي السياق، لاحظ الدكتور حارب أن الثقافة في الإمارات بعد صدور الكتاب أصبحت واحدة من مفردات صناعة السياحة في الإمارات، وليس العكس. ثم دار حوار مع الحضور تضمن عرض كثير من الآراء التي اختلفت مع المؤلف كامل يوسف حسين في عدد من التفاصيل. جهاد هديب | دبي