جعل الله عز وجل الموت نهاية الحياة الإنسانية في هذا الوجود الأرضي، غير أن المسلم يعتبر الموت فاتحة لحياة جديدة لا نعرف عنها إلا ما أخبرنا به ربنا عز وجل: قال تعالى «وللآخرة خير لك من الأولى» نسأل الله أن يجعل فقيدنا سعود الفيصل في دار النعيم. ما أجمل تلك الارتجالات من سفير كل العرب ليس المملكة العربية السعودية فقط -وكانت قضية فلسطين حاضرة معه في كل حين- يرفض العنف وسفك الدماء.. ستشهد لك الأزمنة والأمكنة والأنام بمواقفك الراسخة، يا أيها المتسربل عزة، المتشبع أنفة، المتفضل رفعة وشموخا، وضاء الوجه، مشرق الجبين.. كل واحد في هذه الدنيا تجرع كأس الفراق، وذاق علقم الفقد ولوعة الوداع، والإنسان عندما يودع مسافرا فإنه يعيش على أمل اللقاء ولو بعد حين، أما عندما نودع سعود الفيصل سفير العرب جميعا تحت أطباق الثرى، فإنه لا أمل لنا في لقائه بهذه الدنيا، فكأس الفراق مر المذاق، نعزي مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكل الأسرة المالكة والشعب السعودي بفقدك. يعيش العظماء والمجددون والأئمة للناس والأمم، يرتفعون إلى ثريا المطالب ويرتقون إلى معالي الغايات، يكبر فكرهم فينير الدروب. نسأل العزيز المنان أن يضمك القبر كما تضم الأم وليدها بل زد عليه بقدرة الرحمن روضة من رياض الجنان، حيث الحبور والروح والريحان.