رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس الأول، حفل تسليم جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز التقديرية ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي، الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة بالمدينةالمنورة. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل بجامعة طيبة، كان في استقباله أمير المنطقة الشرقية رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وأمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز. ثم تشرف ضيوف الجائزة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. وقدم الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز في كلمته التي استهل بها الحفل الخطابي، بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن الهيئة العليا للجائزة وأمانتها ولجانها والقائمين عليها، وافر الإجلال وعظيم التقدير وفائق الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتفضله برعاية الحفل، مبينا أن هذه الرعاية الكريمة تجسد عنايته واهتمامه بكل ما فيه خدمة الإسلام وإعلاء شأن المسلمين. وقال:»لقد جمع يا سيدي بفضل الله هذا اللقاء الكريم بين شرف مكان يضم ثراه أشرف خلق الله وبه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشرف زمان تمثل في شهر رمضان المبارك أفضل الشهور، وشرف عمل مقصده خدمة سنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وتبناه ورعاه أخوكم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – قاصداً به عملاً خالصاً لوجهه الكريم، ويعنى بأهم مصدر للتشريع الإسلامي بعد كتاب الله الكريم، فبارك الله لك ياسيدي مسعاك وسدّد على طريق النصر والسداد والتوفيق خطاكم ورفع بذلك قدركم، وأجزل مثوبتك وأجرك وتقبل هذه الجائزة عملاً صالحاً تثقل به موازين من تبناه ورعاه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». وأضاف أن ما تحظى به هذه الجائزة الإسلامية من رعاية سامية منذ صدور الموافقة الكريمة على إنشائها يؤكد بكل وضوح على منهج قادة هذه البلاد المباركة التي أسسها موحد كيانها العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – على كتاب الله وسنة رسوله الأمين، وخدمة الإسلام، وإعلاء شأن المسلمين، وتحقيق الأمن والسلام للمجتمع الإنساني. وأوضح أن الشواهد والأحداث تؤكد ثبات هذا المنهج واستمراره حيث باتت خدمة كتاب الله وسنة رسوله والعناية بالحرمين الشريفين رسالة اعتزاز شرف الله بها هذه البلاد قائداً وشعباً، ولتكون جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة أحد مظاهر هذا الاهتمام والرعاية الكريمة والعناية السامية بمصدري التشريع الإسلامي كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وليتحقق لهذه البلاد نعمة الإيمان والأمن والأمان والاستقرار في وقت يعاني فيه العالم ويلات الفتن والفرقة وانعدام الأمن فلله الحمد من قبل ومن بعد على هذا النعم العظيمة. عقب ذلك أكد وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيّل أن السنة النبوية التي يحتفي بروادها اليوم تعد المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهي ذات مكانة عظيمة عند المسلمين، حيث تنبع من مكانة نبينا محمد، ومن كونها منبعا للتشريع الإسلامي في العبادات والمعاملات، ومنبعا للقيم والأخلاق والسلوك. وقال: «لقد أولت المملكة عناية كبيرة بالسنة النبوية، وتبنت الذود عنها والاهتمام بها، والاهتمام بأهل العلم المعنيين بها، وفي هذه الليلة التي طابت بسنة رسول الله وطابت بمقدمكم ورعايتكم وطابت بطيبة الطيبة، نجتمع لنتوج أبناءنا وبناتنا الذين فازوا بمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي في دورتها العاشرة ، فهنيئاً للأبناء والبنات وهنيئا للمعلمين والمعلمات بفوز أبنائهم وتلاميذهم بمسابقة لا خاسر فيها، بل الكل رابح فيها وتشرف بحفظ السنة وتعلمها، وهنيئا لصاحب المسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – هذا الأجر المتصل والعمل الدائم والصدقة الجارية، وهنيئا لبلادنا الغالية بقادة نالوا الوسام العظيم والشرف النبيل الذي لم يحظ به أحد غيرهم، إنه وسام الخدمة الرائدة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وأشار إلى أن الجائزة ما كانت لتبقى لولا توفيق الله عز وجل ثم جهود أبناء الفقيد البررة الأوفياء وها هي راسخة الجذور ونشاطها ممتد ليصل للعالم أجمع، مرجعا الفضل في ذلك إلى اله العلي القدير ثم إلى الأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) الذي قدم كثيرا لهذا الدين بما في ذلك السنة النبوية التي خصها بجائزته، وسار على هذا النهج من بعده أنجاله صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز اللذان جعلا هذه الجائزة أنموذجا يحتذى به في البر بوالديهم. أما مستشار وزير الداخلية الأمين العام لجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة الدكتور ساعد الحارثي فقال في كلمته إن الجائزة انطلقت من طيبة الطيبة بمباركة سامية ورعاية ملكية وترحيب إسلامي كبير، وغاية متبنيها أن تكون عملا صالحا يصل دنياه بآخرته تاركا بها بعد رحيله وبما قدم طيلة حياته خدمة لدينه وتعزيزا لأمنه واستقراره رصيدًا كبيرًا من الإنجازات التاريخية لرجل دولة من الطراز الأول، مقتفيا بذلك أثر والده وأسلافه الكرام في خدمة كتاب الله المبين وسنة رسوله الأمين منهجا وعقيدة، فأنشأ- رحمه الله – قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية في جامعة موسكو عام (1995م)، تخرج منه حتى الآن أكثر من 2500 طالب وطالبة في المستويات التعليمية المختلفة، متبنياً وراعياً – رحمه الله – هذه الجائزة العالمية المتميزة في أهدافها ومواضيعها خدمة للسنة النبوية وإثراء للدراسات الإسلامية المعاصرة بكل جديد ومفيد. وأكد أن هذه الجائزة تعكس صورة مشرقة متجددة من صور عناية حكام هذه البلاد المباركة بالسنة النبوية خصوصا والإسلام عموما، مشيراً إلى أن رؤية الجائزة ورسالتها اتسمت بالوضوح وسلامة التخطيط، إذ ركزت أهدافها على تشجيع البحث العلمي وإذكاء روح التنافس ودراسة القضايا المعاصرة وإبراز محاسن الإسلام وتوثيق الصلات بين العلماء والباحثين والمفكرين. وبين أن هذه الجائزة المباركة تعد في حقيقتها منظومة من الجوائز المتنوعة لخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة أولها: الجائزة العالمية الكبرى للبحث العلمي وتعنى بمجالي السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وتهدف إلى تشجيع البحث العلمي، وشحذ همم العلماء والباحثين والمفكرين لبذل الجهود الجادة لإثراء الساحة العلمية بالدراسات العلمية المؤصلة، حيث بلغ مجموع البحوث التي تلقتها منذ إنشائها عام 1433ه 2850 بحثاً، فاز بها 28 باحثاً من 11جنسية، وثانيها جائزة الوفاء والتقدير لمن خدم السنة النبوية تحقيقا أو تأليفا أو تقنية أو انقطاعا لتدريسها وتعليمها. وأشار إلى أن ثالث هذه الجوائز جائزة مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث الشريف، وتمثل هذه المسابقة رعاية أبوية ولفتة تربوية من سموه – رحمه الله – لأبنائه وبناته من الناشئة، لغرس حب السنة النبوية في قلوبهم وتشجيعهم على التنافس في حفظها وتعلمها والعمل بها والتخلق بأخلاقها، مبيناً أن مجموع من تنافس عليها منذ إنشائها بلغ 354072 طالباً وطالبة من مناطق المملكة كافة. وأكد أن هذه الجائزة أصبحت بفضل من الله ثم بالرعاية والتوجيه لمؤسسها، ومن ثم الرعاية والتوجيه من الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ومن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، منارة إسلامية تجمع بين الأصالة والتجديد وهي الأصالة التي تؤكد اتباع منهج السلف في التعامل مع السنة النبوية، والتجديد في تناول مواضيع تتلمس احتياجات العصر، وتتسق مع معطياته ومقتضياته ومتطلباته. عقب ذلك أعلن أسماء الفائزين بالجوائز الثلاث وهي الجائزة التقديرية والفائز بها الشيخ عبدالمحسن العباد البدر حيث تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين ابنه عبدالرزاق العباد، وتسلم الجائزة نيابة عن والده. ثم ألقى عبدالرزاق العباد البدر كلمة نيابة عن والده الفائز بأحد فروع الجائزة، شكر خلالها القائمين على الجائزة، مشيرًا إلى أن صاحب الجائزة من أعلام هذه الدولة المباركة، وأن من أجلّ خصاله الحميدة اهتمامه بالسنة النبوية المطهرة، وتطبيقاتها. وأوضح البدر أن سبب ترشيح والده لنيل هذه الجائزة هو ما منّ الله عليه من تدريس كتب الحديث الستة وغيرها في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الإحسان في هذا التدريس والدراسة مشترك بينه وبين طلابه، فكما أحسن إليهم في تدريسهم أحسنوا إليه في حضورهم لدروسه، مبينا أن قيمة هذه الجائزة جُعلت للمحتاجين من طلبته. عقب ذلك، سلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الفائزين بجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وهم: الدكتور أبو القاسم محمد أبو شامة نجاه، والدكتور أحمد محمد فكير، والدكتور مبارك لمين الحسن، والدكتور زياد عابد المشوخي، والدكتور عدنان مصطفى خطاطبة جوائزهم. كما سلم جوائز الفائزين في مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي لأوائل الطلاب والطالبات في مراحل التعليم الثلاثة، فيما تسلم جوائز الطالبات أولياء أمورهم.