أكد متحدث باسم الرئاسة التركية أمس أن تركيا لن تتخذ تدابير عسكرية سوى لتعزيز أمنها على حدودها مع سوريا، ولن تتصرف بشكل «أحادي الجانب»، فيما تنتشر شائعات صحافية بكثرة عن تدخل تركي في عمق الأراضي السورية. وقال إبراهيم كالين للصحافيين «إن التدابير التي نتخذها على حدودنا لها هدف واحد هو ضمان أمننا فمن غير المعقول القول إن تركيا تدخل في حرب أو أن تركيا تلقي بنفسها في النار». وأضاف المتحدث الرئاسي أن تركيا لن تتخذ أي «تدبير أحادي الجانب» وستواصل العمل بالاتصال مع المجتمع الدولي. ومنذ أيام عدة تؤكد وسائل الإعلام التركية أن الحكومة تفكر في القيام بعملية عسكرية في سوريا لصد جهاديي تنظيم «داعش» بعيدا عن حدودها ومنع تقدم القوات الكردية التي باتت تسيطر على قسم كبير من المنطقة الحدودية مع تركيا. وأكدت وكالة دوغان للأنباء أمس نشر تعزيزات عسكرية وخاصة من المدرعات بالقرب من الحدود. ومنذ أن طردت الميليشيات الكردية في منتصف يونيو جهاديي تنظيم «داعش» من مدينة تل أبيض السورية الحدودية، تتخوف أنقرة من إقامة منطقة حكم ذاتي كردية في شمال سوريا. وعبر مجلس الأمن القومي التركي الذي انعقد الإثنين برئاسة رئيس الدولة رجب طيب أردوغان، عن قلقه من «التحركات التي تستهدف المدنيين في المنطقة والرامية إلى تغيير التركيبة الديموجرافية للمنطقة». وتتهم تركيا الميليشيات الكردية في سوريا المقربة من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا على أراضيها، ب «التطهير الأثني» في القطاعات التي تسيطر عليها، الأمر الذي تنفيه هذه الميليشيات بشدة. وجدد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي تقوم حكومته بتصريف الأعمال، التأكيد أمس أنه لن يوافق على «أمر واقع» في شمال سوريا. أما زعيم حزب الشعب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو (اشتراكي ديمقراطي) فحذر من جهته من مغبة «أي مغامرة» في سوريا لأن أي تدخل عسكري في هذا البلد «سيكون ثمنه باهظا» بحسب قوله.