دعا رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربية إلى تعزيز إجراءات الأمن والسلامة في النظام المصرفي في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من أخطار متزايدة نتيجة الأوضاع القائمة. وقال طربية في كلمة ألقاها أمس أمام لقاء مصرفي عربي أمريكي لبحث (التحديات الرقابية والتنظيمات المصرفية) إن المصارف العربية أثبتت خلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة قدرتها على تحمل الصعاب التي تسببت بها الأزمة. وأضاف أن بعض المصارف العربية تواجه صعوبات في علاقاتها مع بعض مصارف المراسلة الأمريكية وتشهد تراجعا تدريجيا في عملياتها المصرفية معها بفعل المتطلبات المتزايدة ما يؤدي إلى إخراج تلك المصارف من السوق المصرفية بدلا من دعمها لتأمين النمو الاقتصادي والاستقرار في منطقة يخشى أن يؤدي انفجار الاضطراب فيها إلى نقل العدوى لدول أخرى في العالم. وأكد طربية أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة وتعزيز النزاهة في الأسواق المالية وتوثيق التعاون الدولي من أجل تطوير الصناعة المصرفية. من جهته قال نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري على هامش اللقاء إن لبنان ملتزم بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لحماية مصارفه المحلية من المخاطر لافتا إلى أهمية تعزيز علاقات التعاون بين المصارف اللبنانية والأجنبية. وأوضح أن مصرف لبنان يسعى إلى تثبيت الاستقرار النقدي وتعزيز النمو المستدام وإصدار أنظمة وقائية وتعزيز الحوكمة الرشيدة، كما يعمل على حماية النزاهة والسلامة المالية في القطاع المصرفي اللبناني. وحذر من استمرار الوضع السياسي في لبنان على ما هو عليه مشيرا إلى «أن القطاع المصرفي الذي يحقق النجاحات لا يعمل في جزيرة معزولة وبالتالي لا يمكنه الاستمرار بعيدا عن التأثير السلبي». ويأتي اللقاء الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) بعد زيارة قام بها وفد من اتحاد المصارف إلى الولاياتالمتحدة الشهر الماضي بحث خلالها مع مسؤولين في مجلس الاحتياط علاقات التعاون وعددا من القضايا ولاسيما وقف التعاملات مع مصارف عربية صغيرة بحجة «انتفاء الجدوى الاقتصادية».