الثقافة والاقتصاد صنوان متلازمان يرفد أحدهما الآخر. وهما الجناحان اللذان يحلق بهما المجتمع في سماء التنمية الحضارية. وجائزة التميز النسائي التي يتبناها نادي القصيم الأدبي ويمولها بنك الرياض هي نموذج للشراكة المثمرة . لقد دأب بنك الرياض على دعم الثقافة و الوعي. وهذه ميزة ينفرد بها البنك. فبينما تهتم غالب البنوك بحالات خاصة كدعم اليتيم والمعاق وغيرهما، يتجه بنك الرياض إلى ما هو أعمق من ذلك حيث يلتفت إلى الثقافة والإبداع. إضافة إلى اهتمام البنك بالجوانب الإنسانية، وهي دليل على وعي القائمين على البنك عموما وعلى إدارة خدمة المجتمع على وجه الخصوص. وحينما يهتم بنك الرياض بالنخب الفكرية والإبداعية من الجنسين، فهذا تقدير للدور التنويري والتنموي الذي تنهض به هذه النخب التي تنتصر للإنسان و وعيه. إن بنك الرياض حينما يدعم الجوائز التي تتبناها بعض الأندية كنادي القصيموالرياض، فإنه ينتصر للثقافة التي تهذّب الروح البشرية، الثقافة التي ترتقي بالإنسان فكراً وسلوكاً وعلاقات اجتماعية، ورؤية إلى الذات والآخر. إن الأندية الأدبية تقوم بدور فاعل في تنمية الوعي وتعزيز الوحدة الوطنية التي ستؤدي إلى استقرار اجتماعي سيؤدي بدوره إلى نشاط اقتصادي تقوده البنوك و المصارف. إننا في هذا العصر الذي سادت فيه ثقافة العنف والتعصب والخوف من المستقبل يكون موقع المثقف، وتتجلى وظيفته في أن ينتصر للأمل والحياة والأمن، وتشجيع المثقف والمثقفة وتقدير جهودهما سوف يدفعهم للقيام بدورهم في الاستقرار السياسي والاجتماعي. ولا شك أن الجوائز تمثل أهمية كبيرة، حيث تأتي الجوائز على نفوس الباحثين والمبدعين كي تحفزَهم على الإبداع وتفيضَ نفوسهم بالكلام الجميل وتهمي قرائحُهم حقولاً وسنابل. وإن الجوائزَ الأدبية تقليد ثقافي وحضاري، يؤشر إلى وعي المجتمع وتقديره للمبدعين وتثمينه للأعمال الإبداعية المتميزة، وحينما يمنح المجتمعُ ومؤسساته الثقافية والمصرفية مجموعة من المبدعات والباحثات المتميزات جوائزَ، فإن ذلك يدل على بلوغِ الإبداعِ والبحث العلمي مستوى النضج والرقي في سلم القيم الجماليةِ والتعبيرية. ونادي القصيم الأدبي إيمانا منه بالدور المنوط به، وبأهمية الجوائز التي تمنح للباحثين و الباحثات، وحرصا منه على تقدير المتميزات من النسوة، أنشأ بالشراكة مع بنك الرياض هذه الجائزة الوطنية والعربية، التي نتطلع إلى أن تتبوأ مكانة مرموقة بين الجوائز العربية. وقد رأينا أن تخصص هذه الجائزة للمرأة المتميزة في البحث والإبداع والعمل الاجتماعي، لأن المرأة لم تحظ فيما نعلم بالتقدير الذي تستحقه، رغم أنها حققت إنجازات كبيرة في مجال البحث العلمي والعمل الاجتماعي والإبداع. و إن الجائزة لا تهدف لتكريم آني للمرأة المتميزة، وإنما تسعى إلى طرح التجارب الثرية للتأمل، وتحويل هذا المنتج من دائرة ما هو ذاتي واحتفالي إلى دائرة الاشتغال العام والحراك الأدبي والثقافي. وبعد وباسمي شخصيا ونيابة عن زملائي أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء مجلس الأمناء أشكر بنك الرياض على دعمه للمؤسسات الثقافية. وإن جائزة التميز النسائي التي يمولها بنك الرياض، تمثل تحولا نوعيا في نشاطات النادي. ونجاحها في دورتها الأولى والأصداء الطيبة التي حظيت بها يجعلنا نتطلع إلى استمرارها بمشيئة الله.