هذا الصيف 2012 في لندن سيكون هناك حدث رياضي مهم جداً، هل تعرفون ما هو؟ هذا الحدث الرياضي العالمي الذي من المتوقع أن يتابعه حوالى ستة مليارات إنسان ممن لديهم شاشات تلفزيونية، أو يعرفون شخصاً لديه تلفزيون ويمكنه دعوتهم لمشاهدته؟ إنه أولمبياد لندن 2012. إن كنت تخطط للسفر إلى لندن هذا الصيف فلعلك تراجع حساباتك أو تستعد لحالات زحام استثنائية وأسعار قد تقصم ظهر ميزانية السفر، وما يهمني من ذلك كله هو إحدى أهم الرياضات هناك، وهي مسابقة الماراثون.تعود قصة الماراثون إلى عام 490 قبل الميلاد، حين وقعت معركة بين الفرس واليونان في منطقة اسمها “ماراثون”، انتصر فيها اليونان نصراً لم يكن متوقعاً. وانطلق أحد العساكر “المهايطين” من أرض المعركة إلى أثينا جرياً، ليكون أول من يزف لهم خبر الانتصار، وكانت المسافة 41.195 كم. لكنه عند وصوله مات من شدة التعب. وتخليداً لذكرى هذا العسكري “المهايطي” عفواً المتواضع، قرر اليونانيون أن يقيموا سباقاً للمسافة نفسها يجرى كل عام اسمه سباق “ماراثون”. وعندما أقيم أول أولمبياد عالمي عام 1896 في أثينا كان الماراثون أهم مسابقات الحدث، خصوصاً أنه أقيم في الموقع التاريخي نفسه الذي وقعت فيه المعركة، والعجيب أن الفائز بالميدالية الذهبية يومها كان يونانياً، لكن ذلك اليوناني الفائز لم يهلك بعد السباق كما هلك صاحبنا الأول. واستمرت بعد ذلك الماراثونات تباعاً إلى يومنا هذا، حتى صارت كلمة ماراثون جزءاً من اللغة وليس فقط سباقاً للجري. والمتأمل في الماراثون يجد فيه تجسيداً لسعي البشر في هذه الحياة، الكل يجري في سباق الدنيا من الطفولة إلى الشيخوخة، قال تعالى “إن سعيكم لشتى”، حيث يوجد المتقدم الذي شارف على الوصول إلى خط النهاية، ويوجد من بدأ للتوّ، ويوجد من هو في منتصف الطريق، والمهم ألّا يموت المتسابق دون أن يحقق هدفه، والأهم أن يكون الهدف هو الهدف الصحيح “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”. وأتمنى لكم الفوز في الماراثون الحقيقي.