يتزايد قلق الرياضيين يوما بعد سابقه جراء ما يحدث في لندن، وقبيل دورة الألعاب الأولمبية 2012 حيث تبحث اللجنة الأولمبية الدولية ومنظمو أولمبياد 2012 عن رفع المعنويات، لكن الصور التي وصفتها صحيفة «دايلي تليجراف» بأنها «معركة لندن» أتت بثمارها السلبية بالطبع. فالمساكن المشتعلة، القلق السياسي، وإلغاء لقاء ودية إنجلترا مع هولندا، كلها دلالات سيئة، وتسير عكس ما يشتهي الإنجليز وأصدقاؤهم في العالم. لندن عاشت أحداثا ساخنة في الأيام الفائتة فالاحتجاجات التي اندلعت مطلع الأسبوع الجاري جراء قنص الشرطة لشاب يبلغ من العمر 29 عاما في حي توتنهام. ومنذ ذلك الحين تتحدث التقارير عن أكثر من 1600 معتقل، فيما امتد العنف إلى العديد من أحياء العاصمة، ومدن أخرى مثل بيرمنجهام وليفربول وبريستول. واختلف الوضع تماما عما كان منتظرا قبلها بأيام قليلة، عندما أكد بثقة سباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة خلال حفل صاخب للإعلان عن بدء العد التنازلي لانطلاق البطولة: «إننا جاهزون». وبات الملف الأمني بأكمله محل شك الآن، حتى إن نجمة سباقات الماراثون البريطانية باولا رادكليف تشعر بالخجل من مواطنيها: «في أقل من عام سنرحب بالعالم في لندن، لكن في الوقت الحالي لا يريد العالم أن يأتي لزيارتنا». وقال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك أدامز «الأمن هو أولويتنا الرئيسة، لكنها ليست مسؤوليتنا المباشرة. ذلك ما تضطلع به السلطات في لندن ، التي نثق فيها تماما». وكثرت مع نهاية الأسبوع الماضي الاجتماعات بين أعضاء اللجنة المنظمة للندن 2012 ومسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية لبحث الملف الأمني. وقال داريل سيبل رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية «لا يوجد شك في أننا لا نريد رؤية صور مثل هذه قبل عام على الدورة، لكن لدينا ثقة كبيرة في خطة الأمن المقررة، والتي ستطبق خلال الدورة»، مطالبا بعدم الخوف. وأضاف «هذه الأحداث مؤسفة ومقلقة وغير مقبولة، لكنها لن تؤثر على تحضيرات الدورة الأولمبية». لكن الجميع لا يفكرون بتلك الصور بنفس الطريقة. فالبريطانية كيلي سوذرتون صاحبة الميدالية البرونزية في منافسات السباعي بدورة أثينا 2004 تقول: «فليحضروا الجيش. اللعنة، كيف يعتقدون بأن الشرطة وحدها قادرة على التصدي لهذا؟». ومن المقرر أن تخصص اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن قرابة 700 مليون يورو (نحو مليار دولار) للملف الأمني في الميزانية الأولمبية، وأبرز كو دائما أن الشرطة البريطانية معروفة دوما بتصرفها بطريقة «ودودة ومتعقلة»، لكن بعد ما حدث الأسبوع الماضي ربما بات على الجميع إعادة التفكير بأمور كثيرة.