تحظى الدورات الكروية التي تقام خلال شهر رمضان بأهمية بالغة في دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها رافداً أساسياً للمواهب الناشئة التي عادة ما تلفت اهتمام المراقبين والكشافين، الذين يحرصون بدورهم على الوجود في مثل هذه الدورات التي يطلق عليها اسم «الدورات الرمضانية»، لضم النجوم الصغار والعمل على صقل موهبتهم في الأندية فيما بعد. وتشهد الدورات الرمضانية إقبالاً شبابياً لافتاً خصوصاً أنها تقام خلال فترة الركود في النشاطات الرياضية، إضافة إلى تفرغ اللاعبين والجماهير خلال الفترة المسائية على اعتبار أن كثيراً منهم ملتزمون بدوامات رسمية خلال فترة النهار فضلاً عن بداية الإجازة لطلاب المدارس والجامعات. ويعتبر كثيرون أن الدورات الرمضانية هي بمنزلة «منجم مواهب» لكرة القدم الخليجية سواء لأندية كرة القدم أو لأندية كرة الصالات. ويؤكد المؤرخ الرياضي الخليجي سلطان الجاسم أن هذه الدورات كانت سبباً رئيساً في بروز عديد من نجوم كرة القدم القطرية أمثال عيد مبارك ومحمد غانم الرميحي وماجد الصايغ الذين شقوا طريقهم نحو التألق في الأندية والمنتخب القطري بعدما لفتوا أنظار الكشافين خلال تلك الدورات. ويشير الجاسم في حديث مع وكالة «فرانس برس» إلى أن هذه الدورات كانت رافداً رئيساً للحكام أيضاً؛ إذ كانت السبب في بروز موهبة طالب بلان ورستم باقر اللذين دخلا في دائرة الضوء حينها، وأصبحا حكمين معتمدَين من قبل الاتحاد القطري لكرة القدم. ويلفت الجاسم إلى أن هذه الدورات تطورت كثيراً في السنوات الماضية حيث بات بعضها يقام تحت إشراف الاتحاد الذي يعين الحكام، لكنه يدعو في الوقت ذاته إلى ضرورة «قوننة» الدورات لكي يكون مردودها مفيداً أكثر بالاعتماد على فصل فرق الناشئين عن الشباب والكبار، وهو ما يساعد على تحقيق الاستفادة من الوجوه الجديدة. ويعود الجاسم بالذاكرة مستذكراً كيف كان القطب العرباوي الكبير سلطان بن خالد السويدي الذي شغل أيضاً منصب رئيس اتحاد الكرة القطري، يحرص على متابعة دورات صالح الصقر الرمضانية بهدف اصطياد المواهب. ويعتبر صالح صقر البوعينين أحد رموز الرياضة القطرية، فهو من ساهم في إحداث طفرة في الدورات الرمضانية خصوصاً أنه كان أول من أطلق دورة في شهر رمضان في الخليج والشرق الأوسط عام 1974. وحافظت البطولة التي تقام بانتظام سنوياً على تاريخها وتراثها حتى وصلت هذا العام إلى النسخة 41.