توجَّه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس إلى فيينا للمشاركة بدايةً من اليوم في مفاوضات الملف النووي الإيراني، في وقتٍ تحدَّثت طهران عن «مسائل خلافية مهمة وأساسية» لا تزال عالقة في المفاوضات و»يجب حلها قبل التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي»، فيما حذَّرت المعارضة الإيرانية في الخارج من تجاهل الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها المواطنون على يد حكومة طهران. وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، إحراز تقدُّم في المفاوضات مع دول مجموعة 5 + 1، مشيراً إلى «سد الثغرات في جزء كبير من نص الاتفاق النهائي» الذي يُفترَض توقيعه بحلول ال 30 من يونيو الجاري. لكنه أفصح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن «مسائل خلافية مهمة وأساسية لا تزال عالقة في المفاوضات وتمثِّل ثغرات متبقية». ولم يوضح عراقجي طبيعة هذه المسائل لكن وسائل الإعلام الإيرانية ذكرت أنها تتعلق ب «الجدول الزمني لرفع العقوبات» و«عمليات تفتيش المواقع العسكرية» و«مستقبل البرنامج النووي على المدى البعيد» و»حجم برنامج الأبحاث الإيراني». وبدأت إيران ودول مجموعة 5+1 «الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا» في فيينا المرحلة الأخيرة من المفاوضات الماراثونية الرامية إلى إيجاد حل نهائي للملف النووي الإيراني. وتوجه كيري الذي ما يزال يتكئ على عكازين بعد إصابته بكسر في الساق إلى فيينا أمس للمشاركة في المرحلة الأخيرة. واستقلَّ الوزير البالغ من العمر 71 عاماً طائرة «بوينغ 757» الخاصة للمرة الأولى منذ سقط عن دراجته في أواخر شهر مايو الماضي وأصيب بكسر في عظم الفخذ الأيمن أثناء وجوده في جبال الألب الفرنسية. وبعد سنوات من التوتر و20 شهراً من المفاوضات الشاقة؛ يسعى المفاوضون إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق نهائي بحلول الثلاثاء المقبل بحيث يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني لقاء رفع العقوبات الدولية التي ترهق اقتصاد إيران منذ عام 2005. وفي إبريل الماضي؛ وافق طرفا التفاوض على الأُطُر الرئيسة لاتفاق بعد جولة محادثات شاقة في لوزان في سويسرا. وجدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، الثلاثاء الماضي تأكيد «الخطوط الحمر» لبلاده في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى، مطالباً برفع «فوري» للعقوبات ورافضاً أي تفتيش دولي ل «مواقع عسكرية». وتصر الدول الغربية على عدم رفع العقوبات حتى الحصول على تأكيد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران نفذت عدة خطوات يتضمنها الاتفاق، وهو أمر قال كيري في إبريل الماضي إنه سيحتاج ما بين 6 أشهر وسنة. وبحسب الاتفاق الإطاري في لوزان؛ ستقلص إيران نشاطاتها النووية وستخفِّض عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم مع تقليص مخزونه. وإذ تم تخصيبه بدرجة عالية؛ يمكن استخدام اليورانيوم في صنع قنبلة نووية. وكان مسؤول أمريكي كشف أمس الأول عن نقاط رئيسة عالقة في اتفاق معقد جداً تتضمن توقيت ووتيرة تخفيف العقوبات وتفاصيل تسمح لمفتشي الأممالمتحدة بالدخول إلى المواقع بشفافية. ووصف المسؤول المفاوضات بأنها «كانت صعبة للغاية». في غضون ذلك؛ اتهمت المعارضة الإيرانية حكام طهران بالاختباء خلف المحادثات النووية واستخدامها كذريعة لإخفاء انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة. وذكَّرت القيادية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الهه عظيم فر، بأن النظام يعمل على منع الناس من التجمع في أجواء مفتوحة للحد من فرص الاحتجاجات و«هو ما يتجلى أيضاً في منع النساء من حضور المباريات الرياضية». واعتبرت النساء أولى ضحايا نظام الملالي «حيث هوجمن في الشوارع برش الأسيد عليهن»، منددةً بتنفيذ أحكام الإعدام خلال الأسبوع الماضي بحق 22 سجيناً.