- ونحن في اليوم الرابع من شهر رمضان الفضيل، ننعم بالأمن والأمان -بفضل الله عز وجل- ونقضي أيام الشهر ولياليه المباركة بين عائلاتنا وأبنائنا بكل محبة وروحانية وسكينة، ولا نكاد نشعر بمشقة الصوم في ظل توفر وسائل الراحة والرفاهية؛ هناك من يرابط على حدودنا الجنوبية، من جنودنا الأبطال البواسل، صائمين ومجاهدين، دفاعاً عن الدين والوطن، بعيداً عن أسرهم وأطفالهم وذويهم، الذين يتشوقون لرؤيتهم ومشاركتهم على مائدة الإفطار، لكنهم اختاروا التضحية والعطاء، كأسمى مظاهر النبل والبطولة، ليجمعوا بين فريضة الصيام وشرف الجهاد، فلا تنسوهم من دعواتكم الصادقة، في صلواتكم ولحظات إفطاركم، وتذكروا أنهم -بعد الله عز وجل- صمام الأمان وحماة الوطن، فشكراً لهم فرداً فرداً، وقبلة عرفانٍ واعتزاز على جباههم الطاهرة، ونسأل الله أن يحفظهم وينصرهم، وأن يغفر لشهدائهم، ويشفي جرحاهم، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل شر ومكروه. - وكم أتمنى أن نرى في هذا الشهر الكريم مبادراتٍ للوفاء تجاه أولئك الشجعان، تكريماً وتقديراً، ومحبةً وعرفاناً، تشارك فيها جميع أطياف المجتمع ومؤسساته المدنية والحكومية، وتُفعِّلها وسائل الإعلام بشقيها التقليدي والجديد، ومن أهم تلك المبادرات؛ تفقد أحوال أهالي الجنود المرابطين، والاحتفاء بهم وإشعارهم بالاهتمام والمشاركة، كأقل الواجب وأضعف الإيمان، وكلي ثقة في أن المسؤولين وأصحاب القرار، وكذلك رجال الأعمال والمؤسسات المالية، لن يدخروا جهداً أو عملاً يكون بمنزلة المباركة الرمضانية، والتحية الشعبية، لرجال التضحيات، وفوارس البطولات، في شهر الخير والرحمة والبركات. ** تحية ختام: سلام يا الأبطال في ساحة العزّ سلام يا رمز العطا والبطولة لكم قلوب الشعب تشتاق وتفزّ يا أسمى معاني التضحية والرجولة.