كل محاولات الإرهاب التي وقعت في «الدالوة» أو منفذ «عرعر أو الطوال» أو في مسجدي «القديح والعنود» لن تنجح بإذن الله في أن «تفت» عضد الدولة في حماية أمنها وحدودها، بقيادة خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله ونصره، وبمعاونة ولي عهده الأمين وولي ولي عهده. إنه لأمر مرعب أن تتحول بيوت الله إلى ساحات تفجير وحرب، التي قيل عنها «أحب البقاع إلى الله مساجدها» وهي المكان الأول الذي سيجد الإنسان فيه الأمان فالرسول الكريم يوم فتح مكة قال «من دخل المسجد فهو آمن» وفي إشارة لقدسية أماكن العبادة بشكل عام فقد جاء في وصية الرسول «ولا تهدموا معبدا ولا صومعة» بل وورد عنه «لا تؤذوا راهبا أو عابدا» فكيف لمسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم يقدم على قتل «مصلين آمنين» جاءوا في يوم الجمعة، ليطلبوا رحمة ربهم ورضاه، ما الذي يمكن أن يقوله عند ربه يوم يلقاه، ليبرّر ما أقدم عليه من جريمة نكراء، إن تفجير «المساجد » وترويع «الآمنين» يعني بلا شك أن هناك خللا ما في التفكير، وانحرافا في منهج العقيدة عند الشخص الذي يظن بأنه في لحظات، سيدخل الجنة، وسيلتقي بالحور العين كجائزة ومكافأة لقيامه بإزهاق روحه، وأرواح أبرياء، لكن مهما كان الأمر صعبا، والتضحيات جسيمة، يجب علينا كمواطنين أن «نتسامى فوق الجراح لتستمر المسيرة الوطنية» وأن نضع أيدينا بيد الدولة، وبيد ولاة أمرنا، كي نقف جميعا في محاربة الإرهاب أيا كان فاعله، ولوقف زحف الفكر الضال أيا كان نوعه ومصدره، ولمحاربة أي جهة تريد شق صفوفنا، وزرع بذور الفرقة والشقاق والطعن في خاصرة الوطن، وأنا على يقين أن بلدنا الذي لطالما واجه مخاطر الإرهاب لسنوات خلت، واكتوى بناره طويلا، أنه قادر بعون الله على أن ينهض أشد وأقوى، ليتغلب عليه كما فعل من قبل، وأنه قادر على أن يواجه كل من يكيد للوطن وأهله «قيادة وشعبا» مكرا، أو يريد بهم سوءا، وأنهم يزدادون لحمة وتماسكا والتفافا مع بعضهم بعضا بعيد كل أزمة، ولهذا كي لا يعطوا فرصة للعدو ليكسب عليهم وقف التراشق عند اختلافهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ووقف استحضار التهم وقذفها لأن هذه أهداف من قام بالتخطيط والتنفيذ للتفجير، ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى أن «يتسّيد العقلاء في المجتمع، وعند كل الأطراف المشهد» ولا يدعوا الساحة للانفعاليين والمتهورين ليقودوا الوطن لصراع داخلي، والسير نحو منزلق التجاذب المذهبي والمناطقي، الذي قد يؤدي للانقسام والاحتراب الداخلي، وألا تعطى الفرصة لمن يريد «الافتئات» على الدولة، فالدولة كما قال سيدي ولي العهد محمد بن نايف «الدولة ستبقى الدولة، ولن تسمح لأحد بأن يقوم بدورها كائنا من كان» لهذا أتمنى التحلي بالتعقل، والصبر والاتزان، في الأقوال والكتابات والتغريدات، وعدم الميل لاستفزاز المجتمع وتأليبه على بعضه بعضا «كي يشعر العدو» أنه خاسر لامحالة ولن يحقق أهدافه في بث الفتنة وزرع الطائفية وإيقظاها، وأنه لن ينجح في تحقيق أهدافه، مهما كانت التحديات، ومهما كانت التضحيات التي دفعها الوطن من دماء أبنائه، فلن يتوانى في حماية حدوده وأمنه، وأن عزاءنا فيما حدث من سيل للدماء الوطنية، هو كسر إرادة العدو من «داعش وملالي طهران» من خلال أننا سنبقى على توحدنا، ولحمتنا المتماسكة، ويدنا بيد ولاة أمرنا، وأنه لدينا إيمان في قوله تعالى «لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم» وأن هؤلاء الذين تحولوا لأدوات في أيدي الفكر المنحرف الإرهابي، لاعلاقة لهم بالإسلام ولايمثلونه، فأين هم من هدي الإسلام، وخلق النبي محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه إن كانوا مؤمنين حقا؟ وهو القائل «ومن خرج على أُمتي يضرب برّهَا وفاجرها ولا يتحاشى مِن مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولَست منه» والقائل «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق» وقوله «لن يزال الْمؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دما حراما» ختاماً أدعو الله أن يؤلف بين قلوبنا، وأن يرفع عنّا الفتن، وأن يرد كيد المتربصين بالوطن في نحورهم.