في إحصائية قدمتها منظمة اليونيسكو عن الإناث العاملات في مجال البحث العلمي في السعودية مقارنة بالذكور، أشارت إلى أن نسبتهن 1%، بينما في بريطانيا بلغت 38%. 1 % هي نسبة ضئيلة جداً مع أن الأعداد التي تدرس في الجامعات، وتخصصت في المجالات العلمية من الإناث كبيرة مقارنة مع مَنْ امتهن في مجال البحث العلمي. تتخرَّج سنوياً أعداد كبيرة من الإناث من مختلف جامعات المملكة العربية السعودية، وبمعدلات عالية، وفي تخصصات علمية مختلفة، ولكن السؤال هو: أين يذهب كل هذا العلم الوفير الذي حصدن نتائج تعلمه بالحصول على شهادات تخرجهن فقط، وبقين أسيرات انتظار مهنة «التعليم والتدريس». تحتكر معظم الإناث هذه المهنة، ويتحطم معها سقف الطموح، الذي يجب أن يكون مرتفعاً، ومساوياً لتخصصاتهن العلمية المعقدة، التي بذلن في سبيلها كثيراً من الجهد والوقت. ويعارض بعضهم عمل المرأة في هذه التخصصات، والمجالات الفسيحة، لأن المرأة حسب وجهة نظرهم مهمتها الأولى هي تربية أبنائها. ونحن لا نعترض على هذا الأمر، فالمرأة هي المربية الأولى لأبنائها، ولكن يجب أن لا يقضي ذلك على طموحاتها، وبالتالي يهدر كثيراً من الطاقات، ويساهم في حجب العالمات خلف جدران منازلهن. على كل امرأة أن تبحث عمَّا تريد، ولا تدع لأحد أن يحدد، ويختار عنها. العلم شغف، وبحث، وسهر طويل من أجل إيجاد وإثبات الفروض. يجب ألا تُحبس امرأة لديها علم، وطموح، وإرادة، لأن في هذا هدراً لإنسانيتها، وهدراً لكونها نصف المجتمع، وتحطيماً لذاتها، وهو أيضاً خسارة للعلم في ألا يتوسع من خلال أبحاث وجهد كل مَنْ لديه هدف، ويسعى إلى تحصيل ونشر العلم.