ووريت جثامين المواطنين السعوديين الأربعة الذين لقوا حتفهم نتيجة استنشاقهم مبيدا حشريا في أحد فنادق مدينة مشهد الإيرانية، الثرى أمس، وشيع عدد من السعوديين وذوي الضحايا وعدد من المسؤولين الإيرانيين المتوفين في مدينة مشهد. ووقع الحادث قبل 5 أيام وأودى بحياة الطفل حيدر علي قاسم المرهون، والرضيع حسين علي العوامي، والطفل حسن عبدالغني الفخر، والطفلة ديمة عبدالغني الفخر، فيما أصيب نحو 30 آخرين جميعهم سعوديون كانوا في رحلة لزيارة أحد الأماكن الدينية. وأكد القنصل السعودي العام بالنيابة في مدينة مشهد عبدالله يحيى الحمراني ل «الشرق»، أن مراسم التشييع، بدأت بعد ظهر أمس، فيما بدأت القنصلية تحركاتها لتكليف محام السبت المقبل لدراسة القضية كاملة ومتابعتها قضائياً، لمعرفة أسباب الحادث سواء كان عرضيا أم متعمدا مع المطالبة بالتعويضات اللازمة. وقال الحمراني إن القنصلية سوف تتابع مسار القضية حتى النهاية، مبيناً أن القنصلية ربحت في السابق 5 قضايا كلها تعويض لمواطنين لأسباب مختلفة بعضها طبي وبعضها سرقة أو اعتداء وغيره، وهي تقوم بواجبها في هذا الشأن لخدمة الرعايا السعوديين. وأوضح أن مدينة مشهد أكثر مدينة يقصدها الزوار السعوديون لبعدها الديني والسياحي ولكونها غنية بعوامل الجذب، ودور القنصلية هنا هو تقديم خدمات للرعايا فيما يتعلق بالأحوال الشخصية من حقوق وواجبات المواطنين في البلد المضيف كأجانب، بكافة الأشكال بما فيها تصديق الوثائق والوكالات وتقديم كافة الخدمات للرعايا السعوديين منذ وصولهم وحتى مغادرتهم إلى أرض الوطن. ولفت إلى أن الخدمات التي تقدمها القنصلية الآن تطورت كثيرا ولا يوجد حاجة للقدوم للقنصلية لتسجيل البيانات، حيث أصبحت جميع المعاملات إلكترونية ولا يوجد شيء ورقي، ولا تقتصر الخدمات المقدمة على الأمور الرسمية بل تقديم الدعم التوعوي والتثقيفي، وعلى سبيل المثال تحديد قوائم كثيرة للمستشفيات والمراكز والجامعات التي تكون معتمدة في البلد المضيف وليس عليها أي ملاحظات للمواطنين القاصدين إيران، مبيناً أن للقنصلية علاقات طيبة مع الجميع وفي حال حدوث أي شيء تكون هناك مبادرة لتقديم رعاية خاصة للرعايا السعوديين. وأشار إلى أن هناك من يقصد في مشهد الأمور الطبية بكثرة وبالذات الأمور التجميلية المرخصة كالشفط وزراعة الشعر، مؤكداً أن أفراد القنصلية هم إخوان وأبناء جميع المواطنين الذين يحضرون هنا ويتم تقديم كافة المعلومات الموثوقة لهم حتى لا يقعوا في التضليل من قبل أي أحد أو ضحية لاحتيال. وعن عدد المواطنين السعوديين الذين يقصدون مشهد أكد أنه لا توجد إحصائية بعدد من يقصد مشهد من المواطنين، والأهم من ذلك أن الزوار السعوديين يتمتعون بسمعة طيبة جداً لدى الإيرانيين في مشهد والصورة النمطية عنهم بمدينة مشهد أنهم مسالمون. من جانب آخر، توجه ذوو الضحايا والمصابين للقنصلية السعودية بمشهد بالشكر الجزيل على الدعم والمساندة والمتابعة الحثيثة لهم منذ لحظة وقوع الحادث، وعبّر المتحدث باسم المصابين عبدالكريم العنكي عن اعتزاز وفخر المواطنين بجميع أفراد القنصلية في مشهد على هذه الوقفة المشرفة والأخوية والصادقة والمساندة التي لمسوها ولا يزالون يتلقونها.