خرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن صمته، ودعا الأحزاب إلى تشكيل حكومة ائتلافية «في أسرع وقت ممكن»، محذِّراً المعطِّلين من دفع الثمن، في وقتٍ أكد حزب الشعب الجمهوري عَمَلَهُ بقوة ل «إخراج البلاد من وضعٍ صعب». ودعا أردوغان، في خطابٍ له أمس هو الأول منذ الإعلان عن خسارة حزبه «العدالة والتنمية» الغالبية المطلقة في البرلمان، الجميع إلى «وضع مصلحتهم الشخصية جانباً وتشكيل حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن في إطار العملية الدستورية». وطالب الأحزاب ب «تفضيل الحل على الأزمة»، مشدِّداً على أن نتائج الانتخابات لا تعني بالطبع بقاء البلاد دون رأس. وإذ حذَّر مَن «يحرمون تركيا من حكومة» مِن دفع الثمن؛ حثَّ كافة التشكيلات السياسية على «التحرك بهدوء وتحمل مسؤولياتها لكي نتمكن من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة». وردَّ رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليشدار أوغلو، سريعاً، مؤكداً أن حزبه الذي حلَّ ثانياً في الانتخابات يعمل بقوة لإخراج البلاد من هذا الوضع الصعب. وفي حين جدَّد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي رفضه التعاون مع «العدالة والتنمية»؛ رأى زعيمه صلاح الدين دمير تاش أن «من الأمور الجيدة تولِّي ائتلاف قيادة تركيا». وألقى أردوغان خطابه خلال حفل تسليم شهادات لخريجين أجانب في مقر غرفة التجارة في أنقرة. وكان «العدالة والتنمية»، الذي فوجئ بنتائج الانتخابات الأحد الماضي، ألمح إلى إمكانية اللجوء إلى انتخابات مبكرة في حال فشل مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية. وأفضت الانتخابات التشريعية إلى حصول الحزب على 258 مقعداً من أصل 550 في البرلمان، ما يعني خسارته الغالبية المطلقة التي حافظ عليها طوال 13 سنة. وتراجعت نسبة تأييده من 49.9 % في عام 2011 إلى 40.8%. في المقابل؛ حاز «الشعب الجمهوري» على 132 مقعداً، وكلٌّ من حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الحركة القومية على 80 مقعداً. وبدت هذه النتيجة اللافتة وكأنها هزيمة شخصية للرئيس الذي دافع قبل بدء الاقتراع عن خطة تحويل نظام الحكم إلى رئاسي، ملقياً بثقله في الحملة الدعائية لحزبه. وخلال خطابه؛ وصف أردوغان نتائج الانتخابات ب «مشيئة الله»، ودعا الجميع إلى احترام رغبة الأمة، والأحزاب إلى قراءة المشهد السياسي جيداً. ووفقاً لرئيس الوزراء داود أوغلو؛ سيكون «العدالة والتنمية» جزءاً أساسياً في أي حكومة مقبلة «كونه الوحيد القادر على تقديم حلول واقعية». وحذر من أن بلاده ستتمزق مثل العراق ولبنان إذا غادر الحزب الحكومة، ملوِّحاً بالذهاب إلى انتخابات مبكرة. والثلاثاء الماضي؛ قدَّم أوغلو استقالة حكومته إلى الرئاسة التي كلفته بتصريف الأعمال حتى تشكيل أخرى جديدة.