في مسيرة تشييع حاشدة انطلقت من الساحة المجاورة لجمعية سيهات الخيرية شيع عشرات الآلاف من مختلف مناطق المملكة جثامين شهداء مسجد الحسين في حي العنود بالدمام مجسدين أروع صور تلاحم الشعب السعودي بمختلف أطيافه مرددين شعارات منددة بالإرهاب والتطرف والغدر والخيانة داعية للحمة الوطنية. لم نستيقظ بعد من هول فاجعة تفجير مسجد بلدة القديح في يوم الجمعة قبل أسبوعين الذي خلف 22 شهيداً لا ذنب لهم ولا جريرة سوى أنهم يؤدون ركناً من أركان الإسلام «الصلاة» في بيت من بيوت الله «المسجد» ليأتي تفجير مسجد العنود أيضاً في يوم الجمعة وفي بيت من بيوت الله مخلفاً أربعة شهداء من خيرة الشباب بذلوا أرواحهم للحفاظ على أرواح المصلين مجسدين أروع معاني التضحية بالروح في مستنقعات الجريمة وبراثن الجماعات الإرهابية التي لا دين لها ولا عقيدة ولا وطن. شهداء الصلاة لم تأخذهم يد الغدر بغتة أبداً، بل هم من استقبلوا الموت بصدورهم العارية ذوداً عن الصلاة والمصلين، شهداء الصلاة فقدهم الوطن الغالي ونعى فقدهم كل بيت ويستقبل العزاء فيهم كل حر وشريف، الجميع أوجعه استشهادهم بهذه الكيفية المؤلمة وبكى فقدهم بدم القلب وقرأ الفاتحة على أرواحهم الطيبة. شهداء الصلاة ذهبوا لملاقاة رب كريم وتركوا لنا الحسرة، شهداء الصلاة سوف يعطون الأجيال القادمة معنى للتضحية والإباء والشموخ، شهداء الصلاة أبكونا جميعا قهراً وليس خوفاً من الإرهابيين الذين امتلأت قلوبهم حقداً وكراهية وتجردوا من كل صور الإنسانية ولم تبق إلا صورة إنسان بعيد كل البعد عن الإنسانية ومعاني الإنسانية. عزاؤنا للمجتمع السعودي في فقد هؤلاء الأبطال البواسل الذين نذروا أنفسهم للوطن وللصلاة وستبقى أرواحهم محلقة في سماء هذا الوطن تحمينا من القتلة والمجرمين، اللهم ارحم شهداء الواجب من جنودنا الأبطال الذين خطفتهم أصابع الغدر والإرهاب وهم يؤدون واجبهم في جميع أرجاء الوطن، وشهداء الصلاة الأبطال وأدخلهم فسيح جناتك وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان واحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم من أراد بلادنا بسوء فرد كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره أنك ولي ذلك والقادر عليه.