اعتبر خبراء فلسطينيون ومسؤولون إسرائيليون، أن استمرار الهدوء في قطاع غزة، مرتبط بتوصل حركة حماس لاتفاق مع الجماعات المتشددة في غزة التي تطلق الصواريخ تجاه إسرائيل، كخطوة احتجاجية ضد سياسة «حماس» التي وصفت بالقمعية حسب بيانات صحفية نشرها متشددون عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، وطالبوا فيها بالإفراج عن عناصر تابعين لهم معتقلين لدى الأجهزة الأمنية في القطاع. وقصفت مقاتلات إسرائيلية فجر أمس، موقعاً لكتائب القسام في قطاع غزة، رداً على إطلاق صواريخ من غزة تجاه مدينة عسقلان جنوب إسرائيل في وقت تحدثت فيه صحف إسرائيلية عن بدء تدريبات للجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال الحدود مع قطاع غزة. وبالتزامن أصدر وزير الجيش الإسرائيلي يعلون قراراً بإغلاق معبرَي بيت حانون وكرم أبو سالم. ويرى حسن عبدو المختص في الشأن الإسرائيلي أن اتفاق حماس مع المتشددين قد يجنِّب سكان قطاع غزة عدواناً جديداً على غرار عملية «الجرف الصامد» التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد القطاع الصيف الماضي. وقال ل «الشرق»: «إن اتفاق الطرفين سيفوِّت الفرصة على إسرائيل في شن عدوان ضد المدنيين»، مرجِّحاً أن تتجه الأمور نحو التصعيد إذا استمر إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل. من جهته، حمَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، حركة حماس المسؤولية عن جميع عمليات إطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل. وأشار عبدو إلى أن المتشددين في غزة يجب إلزامهم بما جرى التوافق عليه بين فصائل المقاومة بشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي جرى برعاية مصرية في القاهرة قبل عام. وأوضح عبدو أن إسرائيل لديها رغبة في عقد اتفاق تهدئة طويل المدة مع قطاع غزة تضمن عبره عودة الهدوء على طول الشريط الحدودي. وفسر الخبير عبدو خطوة إسرائيل بإغلاق المعابر مع غزة بأنها وسائل رد محسوبة لا ترغب من خلالها الاتجاه نحو تصعيد شامل، مبيناً أن تلك الخطوة تحمل رسالة ضغط إسرائيلية على السلطة الحاكمة في غزة «حماس»، لوقف إطلاق الصواريخ. وحسب ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن المتشددين في قطاع غزة يتسببون في صداع لحماس وإسرائيل في آن واحد. ووفقاً للتقرير الذي تحدث فيه مسؤولون أمنيون إسرائيليون للصحيفة ذاتها، فإن النظام الأمني الإسرائيلي لا يستبعد هجمات برية من قبل المتشددين في غزة تجاه أهداف إسرائيلية. ولفت التقرير إلى أن المتشددين أدركوا أن الضغط على حماس يأتي بمساعدة إسرائيل من خلال إطلاق الصواريخ لإحداث رد إسرائيلي وهو ما يتحقق. ونوه التقرير إلى أن حماس تبذل جهوداً للوصول لمطلقي الصواريخ لمنع جولة تصعيد جديدة. في حين أظهر استطلاع للرأي لصالح «مؤتمر هرتسيليا» أن حوالى 82% من الإسرائيليين يتوقعون جولة قتال جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة.