أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، استعداده للقبول بإقامة دولة فلسطينية ولكن بشروط، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وقال نتانياهو بعد لقائه شتاينماير الذي يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية «ما زلت ملتزما بفكرة أن الطريق الوحيد للتوصل إلى سلام دائم هو من خلال مفهوم دولتين لشعبين». وأكد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون «منزوعة السلاح» و»تعترف بدولة إسرائيل اليهودية». ونفى نتانياهو مرة أخرى أن يكون خلال حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية الإسرائيلية التي جرت في 17 مارس الماضي، قد دفن فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدا أنه قال فقط إن «الظروف الحالية لإقامة دولة فلسطينية لم تتحقق». وتسبب نتانياهو خلال حملته في أزمة كبيرة مع الحليف الأمريكي، إذ أكد أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية وتعهد مواصلة الاستيطان. لكنه حاول بعد إعادة انتخابه توضيح تصريحاته. وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس أن أحد هذه الشروط هو «وقف الفلسطينيين لمحاولاتهم عزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها على الساحة الدولية»، في إشارة إلى مسعى الفلسطينيين لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم في الاتحاد الدولي (فيفا)، وذلك قبل أن يقرر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سحب طلبه الجمعة. واعتبر نتانياهو أن «المشكلة لا تكمن في المستوطنات (الإسرائيلية) ولا الحدود، بل ما هي الترتيبات الأمنية وراء تلك الحدود». من جهته، أكد الوزير الألماني دعمه لإقامة دولة فلسطينية، وقال بالألمانية «ما زلنا مقتنعين بأن الأمن الحقيقي لإسرائيل لن يكون ممكنا على الأمد الطويل دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وسلمية». وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة المحاصر، أكد الوزير الألماني أن الوضع «خطير للغاية»، مشيرا إلى أنه «يجب تقديم أفق للسكان يتعلق بالتبادل: أمن إسرائيل مقابل التطوير الاقتصادي في غزة». وبعدها، توجه شتاينماير إلى رام الله حيث التقى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله. وأكد الحمد الله في مؤتمر صحافي مع شتاينماير «التزام القيادة الفلسطينية بحل الدولتين» على أساس حدود عام 1967. وشدد على أن القيادة الفلسطينية «ستستمر في العمل على تحصيل حقوق الفلسطينيين من خلال المحافل الدولية إلى جانب استصدار قرار دولي يحدد سقفا زمنيا من أجل إنهاء الاحتلال» الإسرائيلي. وأعرب عن أمل الفلسطينيين بأن تعترف ألمانيا بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 «أسوة بعديد من الدول والبرلمانات الأوروبية لأن ذلك سيساعد في خلق مناخ مناسب لتحقيق حل الدولتين». وسيتوجه وزير الخارجية الألماني اليوم إلى قطاع غزة المدمر بعد حرب إسرائيلية في صيف 2014.