أبى منصور آل فتيل إلا أن يلحق بركب الشهداء الذين فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها، إثر الحادث الإرهابي الذي نفذه انتحاري يوم الجمعة الماضي في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح بمحافظة القطيف. كان آل فتيل بين المصلين في مسجد الإمام على بن أبي طالب في القديح، وهو من تاروت، وفاضت روحه إلى بارئها أمس الجمعة، في نفس توقيت وقوع الانفجار «الثانية عشرة وخمس دقائق» لينضم صاحب ال 54 عاماً إلى 21 آخرين استشهدوا وقت وقوع الحادث ليرفع عدد الشهداء إلى 22 شهيداً. وترك آل فتيل التجارة ليصبح موظفاً في إحدى الشركات الأهلية قبل أن يلحق بركب الشهداء أمس في المستشفى التعليمي، مخلفاً الحسرة والألم لثلاثة أبناء من الذكور وخمس بنات أصغرهم ابنته التي تدرس في الصف الأول الثانوي. ويروي ابنه حسين ويعمل في الدفاع المدني في محافظة القطيف ل «الشرق» أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من المستشفى التعليمي في الشرقية في تمام الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق أبلغوه من خلاله بوفاة والده. وكان والده قد نقل إلى مستشفى القطيف المركزي، ثم إلى المستشفى التعليمي، وكان سيتم نقله إلى مستشفى الحرس الوطني أو مستشفى قوى الأمن، إلا أن الموت لم يمهله رغم حصول ابنه على الموافقة والترتيبات اللازمة من أجل نقله لأحد المستشفيين. من جهة أخرى، أُعلِن في مخيم العزاء يوم أمس نبأ وفاة آل فتيل بعد الانتهاء من صلاة الجماعة وصلاة جعفر لأرواح الشهداء ليعم الحزن المصلين. وسيشارك وفد كبير من أهالي القديح في تشييع الشهيد آل فتيل اليوم السبت في الساعة الثالثة والنصف. وتَوَاصل تنظيم العزاء بشكل منظم وسط تكثيف الإجراءات الأمنية التي يقوم بها الشباب المتطوعون في رسالة واضحة بالإصرار على التماسك واللحمة الوطنية. وقدمت إلى مخيم العزاء وفود من جميع مناطق المملكة العربية السعودية والدول الخليجية المجاورة للمنطقة الشرقية لتقديم واجب العزاء. وانضمت أسرة آل فتيل إلى صفوف أهالي الشهداء لتتلقى العزاء في شهيدها منصور آل فتيل، حيث انضموا عصر أمس إلى مخيم العزاء قبل أن يتم ختام العزاء ورفع المخيم. وستقيم أسرة آل فتيل مجالس عزاء لمدة ثلاث ليالٍ بدأت أمس الجمعة والليلة «السبت» وليلة غدٍ الأحد في مجالسها الخاصة. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من المصابين ممن غادروا المستشفيات حضروا في زاوية من المخيم الخاص بالعزاء من أجل أن يستقبلوا المعزين مع أسر الشهداء.