لا يزال علي جعفر آل غزوي، أحد مصابي تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح، منوَّماً في مستشفى الدمام المركزي بعد أن اخترقت شظيةٌ جسده مستقرةً في كليته علاوةً على إصابةٍ في رأسه. وعلي (48 سنة) ليس الضحية الوحيدة من آل غزوي، إذ سقط خمسة من أفراد العائلة شهداء في التفجير وأصيب ستة آخرون. وتصف زوجته نجيبة حالته ب «مستقرة حالياً»، مضيفةً أنه تحسَّن كثيراً بعد أن كان يتبول دماً أمس الأول. وفي كل جمعة؛ يستيقظ علي (أب لأربعة شبان وفتاة) قبل الصلاة بوقتٍ كافٍ لتناول الإفطار وقراءة الأدعية ثم الاغتسال والتوجُّه إلى المسجد للحاق بالصف الأول. لكنه استيقظ متأخراً الجمعة الماضية وخرج من المنزل مسرِعاً فيما كانت زوجته تصلِّي، ولم يجد موقعاً في الصفوف الأولى للمصلِّين فاستقر في مكانٍ قريب. وعن لحظة انفجار الحزام الناسف؛ تنقل نجيبة عن زوجها «كان المصلُّون يعتقدون في البداية أن خللاً في الكهرباء وراء ما حدث، وما هي إلا دقائق حتى اكتشفوا أن انتحارياً تسلل بينهم بدافع قتلهم». خرج علي بصعوبة من الموقع وهو ممسكٌ بخاصرته، التي اخترقتها شظية وبرأسه التي سالت منها دماء. وسريعاً؛ التقى شقيقه وأحد أصدقائه اللذين نقلاه إلى مستشفى الدمام المركزي. في هذه الأثناء؛ كان القلق ينتاب نجيبة بعد أن عَلِمَت من خلال «رسائل الواتساب» بما لحق بالمصلين. وهي تقول «كُنْتُ جالسة على سجادة الصلاة، وإذا بالرسائل تنهال على جوالي دفعة واحدة، لم أصدق ما شاهدت، اتصلت على زوجي أبو حسين فلم يرد، كررت الاتصالات حتى رد أخيراً وأبلغني بإصابته». خرجَت بعدها من المنزل متجهةً صوب منازل الأقرباء، وكان الذهول ينتابها كلما سمعت باسم شهيد أو مصاب من العائلة. ولما وصلت إلى منزل عمة زوجها؛ كان مجلس العزاء بدأ، فقد حضرت العائلة بقوة في سجلات الشهداء والمصابين بواقع خمسة شهداء وستة جرحى.