في أذهان مصابي حادث القديح الإرهابي المنوَّمين في مستشفيَي القطيف المركزي والدمام الطبي تساؤل واحد يتردد كلما دخل زائر لزيارتهم والاطمئنان على صحتهم هو «ما هو الذنب الذي فعلناه حتى نقتل أثناء الصلاة؟» الصمت وحده هو جواب ما يتساءل عنه المصابون، لكن الجميع يعرف بمن فيهم المصابون أن هناك يداً تريد التخريب والعبث بمقدرات الوطن وأبنائه. «الشرق» بدروها اطمأنت أولاً على صحة المصابين ثم حاورتهم لتوثيق شهاداتهم أمام التاريخ عن هذا الحادث الأليم، فيقول المصاب رضا آل غزوي إنه كان في الصفوف الأمامية، وفجأة سمع صوت انفجار ضخم بعد أن انتهى الإمام من قراءة السورة القرآنية مستعداً للركوع، ولم يستوعب الأمر حيث شاهد السقف يهوي والحطام والجرحى والشهداء في كل مكان. أما المصاب عباس غزوي، فيروي ما حدث له قائلاً: «كنت في الصف الثالث وأصبت بشظية من القنبلة، وأكثر الإصابات وقعت نتيجة الشظايا التي اخترقت الأجساد». أما الشاب مجتبى أحمد العلو، فقد اكتفى بالقول «الحمد لله على كل حال.. كنت في الصف الأخير أثناء الصلاة وأصبت بحروق في الظهر». ويروي المواطن عبدالله الستراوي الذي أصيب بشظايا في قدمه اليسرى بالإضافة إلى جروح بليغة أصابت قدمه اليمنى، أنه بعد الانتهاء من أداء فريضة الظهر بدأ المصلون الاستعداد للقيام لأداء فريضة العصر، وفي أثناء الركعة الثانية من الفريضة وقع الانفجار في تلك اللحظة وأصبح المكان شبه مظلم والركام يتساقط من سقف المسجد على من كان داخله، وعاش الجميع لحظات من الذهول والارتباك، ومما زاد من بشاعة الفاجعة أن بعض أجساد الشهداء الذين راحوا ضحية هذا العمل الإجرامي قد تناثرت أشلاؤها في أرجاء المسجد في منظر يدمي العين. وأضاف الستراوي أن ما حدث لم يكن يُتوقَّع من الجميع، ولكن الإرهاب ليس له دين ولا وطن، حيث يقول: «لم أفقد الوعي في تلك الأثناء رغم الإصابات البليغة التي تعرضت لها في قدمي، حيث شاهدت من كان داخل المسجد وهم يعيشون حالة من الذهول والصدمة، وأيضاً المصابين وهم ينزفون دماً بجانب الجثث المنتشرة في أرجاء المسجد». فيما يروي المواطن محمد علي تفاصيل أخرى، حيث أشار إلى أن الإرهابي قد استخدم مواد متفجرة أخرى تساعد على استهداف أكبر عدد ممكن من المصلين، حيث يقول: «فور وقوع الانفجار تطايرت معه كميات كبيرة من المسامير الحادة ذات الحجم الصغير، التي كان يحملها الإرهابي مع المادة المتفجرة؛ إذ إن غالبية من نجا من الحادث قد أصيبوا بهذه المسامير». فيما قال المواطن عدنان طاهر: إن جميع أبناء المملكة إخوة، وليس هناك فرق بين منطقة وأخرى أو طائفة وأخرى، فالجميع يعيشون فوق تراب هذا البلد الكريم، وما حصل في بلدة القديح من عمل آثم إنما هو إرهاب فكري يجرِّمه القانون ويجب محاسبة من يقف وراءه».