تغيرت الحياة بكل سماتها باستثناء تلك الأنثى في مجتمعي، فهي إلى الآن لا تعلم من الذي يقودها…؟! هل يقودها عقلها، أو قلبها، أو يقودها غيرها من البشر؟! هل تحلق مع أحلامها في السماء بقيادة قلبها؟! أو تعيش على هذه الأرض بواقعية متبعة أوامر عقلها؟! أو هل هي ضعيفة لدرجة أنها استسلمت لغيرها لتحديد أي طريق يناسبها؟! أين هي من هؤلاء؟! سؤال يحتاج لإجابة عملية وليس لحروف توضع فوق الأوراق.. أو أقنعة نرتديها هرباً من الإجابة، فلا مبرر لدينا لهذه التبعية. أصبح من الصعب علينا تحديد أين نقف!! أصبح المجتمع وأصبحت الأسرة من يحددان من نكون في البشر، أصبحت قلوبنا تتحكم في مشاعرنا باسم «الطاعة المطلقة»، وأصبحت عقولنا تتحكم في تصرفاتنا باسم «الخوف مما سيقال خلفنا». هل أصبحت الأنثى عاجزة عن قيادة ذاتها وحياتها؟! هل ذلك نتاج تربية سلبية.. أو أصبحت عادة متوارثة لدينا. لماذا لا نقود عقولنا وقلوبنا لنحقق مانريد؟؟ لماذا لا نخضع الآخرين والظروف لرغباتنا؟! لماذا نتنازل عن أحلامنا باسم «التضحية» هرباً من حقيقة عجزها عن مواجهتها، وهي تغيير ما بداخلنا من خلال نفض غبار الماضي عن أرواحنا المختنقة، فنحن نعترف بأن العالم تغير، والمجتمع الذكوري تغير في عديد من الاتجاهات باستثناء نظرته للأنثى، فهو مازال يحتجز أنفاسنا خلف أسوار التقاليد التي ما زالت تحجب الضوء عن مدن أحلامنا. فهل سيحين ذلك الوقت الذي تجد من خلاله الأنثى ذاتها، متجاوزة تلك الأسوار منطلقة في كل اتجاهات الحياة، واضعة كل الإجابات على كل الأسئلة التي لم تطرح بعد، تاركة خلفها كل تلك الحدود التي أجبرت على الوقوف خلفها طويلاً منتظرة حقها من الكرامة والحياة؟!