لا ينفك أعداء الوطن يطرقون كل باب قد يؤدي فتحه لتوليد مزيد من حالة الاحتقان الداخلي والإضرار بسلمنا الأهلي والإساءة لنا على الصعيد الخارجي. إن ما جرى في مسجد الإمام علي (رضي الله عنه) ببلدة القديح في محافظة القطيف، هو الإرهاب بعينه، نرفضه جميعاً كمواطنين، وقبل ذلك يرفضه الشرع ولا تقره القوانين كافة ولا الأديان السماوية. من استشهدوا هم مواطنون من هذا البلد، هم أهلنا وبنونا، وهي عملية إرهابية تعد بالدرجة الأولى موجهة لنا كسعوديين حكومة وشعباً، وليست مجرد عمل فردي نتاج فكر متشدد كما قد يعتقده بعضنا للوهلة الأولى. فامتلاك حزام ناسف يكون لمدى وقطر وقوة تفجيره كل هذا الحجم، واختيار هذا التوقيت بالذات وقت صلاة الجمعة حيث يكون المسجد مزدحما بالمصلين أكثر من أيام الأسبوع، هو أمر لا يستطيعه فرد، ولا يملك مقومات تنفيذه، وإنما هو نتاج تخطيط تنظيمي على درجة عالية من الإعداد والتنظيم والتخطيط والتنفيذ. وفشل هذا المخطط يكون أولاً وأخيراً، في التفافنا وتكاتفنا ووقوفنا يداً بيد كحائط صد ضد هذه المحاولة الإرهابية وغيرها من المحاولات الدنيئة التي تستهدف أمننا ولحمتنا الداخلية وتستهدفنا كمواطنين بالدرجة الأولى. يد الغدر قد جربت أن تلعب على وتر الطائفية من قبل ولكنها قد فشلت، وما زلنا نذكر تلك الجريمة النكراء التي ارتكبتها يد الغدر والعدوان بحق المواطنين الأبرياء في قرية الدالوة بمحافظة الأحساء في مساء الإثنين العاشر من محرم للعام الجاري، ولكن كان أبناء الوطن يداً واحدة في رفض مثل هذا الإرهاب، كما كان لأجهزتنا الأمنية دور ريادي في كشف الجناة في وقت قياسي، حيث تكشف لاحقاً ارتباطهم بجهات خارجية معادية للوطن وللأمة تسعى للإضرار بنا وبوحدتنا الداخلية وبسلمنا الأهلي. رحم الله شهداءنا من أبناء القطيف، وحفظ الله وطننا وشعبنا وقيادتنا من كل شر ومكروه ورد كيد كل حاقد إلى نحره، وإنا لله وإنا إليه راجعون.