ثلاثة أسابيع مصيرية تنتظر برشلونة، يسعى فيها إلى استعادة أمجاده وتحويل الحلم إلى حقيقة بإحراز الثلاثية، وأول الغيث سيكون اليوم الأحد، حيث سيستعيد لقب بطل الدوري الإسباني لكرة القدم من أتلتيكو مدريد في حال فوزه عليه على ملعب «فيسنتي كالديرون» في مدريد، في قمة المرحلة 37 قبل الأخيرة. الفوز يكفي برشلونة لحسم اللقب بغض النظر عن نتيجة مباراته في المرحلة الأخيرة، وعن نتيجتي غريمه التقليدي ريال مدريد اليوم والأسبوع المقبل. يتصدر برشلونة الترتيب برصيد 90 نقطة، مقابل 86 نقطة لريال مدريد الذي يحل اليوم ضيفا على إسبانيول. وسيكون التعادل كافيا أيضا لبرشلونة لاستعادة اللقب في حال نجح إسبانيول، الفريق الآخر في كاتالونيا، في زيادة أحزان ريال مدريد الذي تبخر حلمه هذا الموسم بشكل كبير في غضون أسبوع، بتعادله في المرحلة السابقة مع فالنسيا 2/2 في الليجا، وفقدانه لقبه في دوري أبطال أوروبا بخروجه أمام يوفنتوس الإيطالي. وفشل ريال مدريد في أن يكون أول فريق يحرز لقب البطولة الأوروبية بصيغتها الحديثة موسمين على التوالي، بعد تعادله على أرضه مع يوفنتوس 1/1 في إياب نصف النهائي وخسارته أمامه في تورينو 2/1 ذهابا. وما يزيد من وقع الحزن والمرارة لدى لاعبي ريال مدريد ومشجعيه، أن غريمهم التقليدي برشلونة يمر بأفضل فتراته مع تألق الثلاثي المرعب، الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار. وحسم برشلونة تأهله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني، بعد أن اكتسحه بثلاثية نظيفة ذهابا على ملعبه «كامب نو»، بهدفين رائعين لميسي وهدف كان مفعوله كبيرا جدا لنيمار في الوقت بدل الضائع، لأنه عقد المهمة كثيرا على الفريق البافاري إيابا. لا بل أن نيمار حسم الأمور في الشوط الأول من مباراة الإياب بتسجيله هدفين، ليقود فريقه مع زملائه إلى النهائي في السادس من الشهر المقبل في برلين برغم فوز معنوي لبايرن 2/3. ويحوم الشك حول مشاركة سواريز اليوم بعد إصابته في أوتار الركبة أمام بايرن. ويخوض برشلونة أيضا نهائي مسابقة الكأس المحلية، حيث سيواجه أتلتيك بلباو أواخر الشهر الجاري. مباراة اليوم لن تكون سهلة على الفريق الكاتالوني، وإن كان مدربه ونجمه السابق لويس انريكي سيعتمد أسلوبه المعتاد بالضغط المبكر للتسجيل والسيطرة على المجريات، لأن أتلتيكو مدريد الذي أهدر نقطتين في المرحلة الماضية بتعادله مع ليفانتي 2/2 يريد تأكيد مركزه الثالث لخوض غمار دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل مباشرة. ويؤكد انريكي: «نحن على بعد فوز من إحراز لقب كل من المسابقات الثلاث. هذه هي مهمتنا»، مضيفا: «بإمكاننا الفوز بلقب كل مسابقة نحن فيها. هذا هو فحوى أن تكون جزءا من برشلونة». وأرهق أتلتيكو بقيادة مدربه الفذ الأرجنتيني دييجو سيموني العملاقين برشلونة وريال مدريد في الموسم الماضي، واخترق حصارهما للقب بتتويجه بطلا لليجا، لا بل إنه وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في قمة مدريدية خالصة، وكان في طريقه إلى ثنائية تاريخية بتقدمه 0/1 حتى اللحظات الأخيرة قبل أن يدرك سيرجيو راموس التعادل ويفرض شوطين إضافيين، لعبت فيهما خبرة المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي ولاعبيه دورها فخرج النادي الملكي بفوز 1/4 ولقب عاشر. يملك أتلتيكو مدريد 77 نقطة، مقابل 73 نقطة لفالنسيا الرابع الذي يستضيف سلتا فيجو اليوم. ويخوض صاحب المركز الرابع في الليجا الدور التمهيدي للبطولة الأوروبية. وفي حال تساوي أتلتيكو مدريد وفالنسيا بالنقاط فإن الأفضلية ستكون للأخير، لأنه فاز 1/3 ذهابا على أرضه وانتزع تعادلا ثمينا إيابا في مدريد 1/1. ويتمسك ريال مدريد ببصيص أمل لاقتناص لقب الدوري، لكن مصيره ليس بيده، بل إنه ينتظر خدمة جاره أتلتيكو مدريد لكي يتأجل الحسم إلى المرحلة الأخيرة السبت المقبل، التي يستضيف فيها برشلونة وريال كلا من ديبورتيفو وخيتافي على التوالي. ويتعين على البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه أن يستعيدوا معنوياتهم العالية بسرعة في المباراتين الأخيرتين، برغم بعض العقبات كإبعاد المدرب انشيلوتي بسبب سخريته من التحكيم في المباراة السابقة أمام فالنسيا. ويتردد في بعض الصحف الإنجليزية أن انشيلوتي أبرم اتفاقا مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا في الموسم الماضي لتولي مهمة تدريبه بدلا من التشيلي مانويل بيليجريني. كما يفتقد ريال مدريد مدافعه سيرجيو راموس بسبب إصابة في ربلة الساق تعرض لها أمام يوفنتوس. وجاء في بيان للنادي: «بعد الفحوصات الطبية لراموس تبين أنه يعاني من تمزق في ربلة الساق اليسرى». ولم يوضح النادي المدة التي سيبتعد فيها راموس عن الملاعب، لكن صحيفة «ماركا» ذكرت على موقعها الإلكتروني أنه سيغيب عن المباراتين المتبقيتين في الدوري. وفي المباريات الأخرى، يلعب إشبيلية مع ألميريا، وخيتافي مع إيبار، وقرطبة مع رايو فايكانو، وألتشي مع أتلتيك بلباو، وفياريال مع ملقة، وريال سوسيداد مع غرناطة وديبورتفو لا كورونا مع ليفانتي.