من الجميل جداً استخدام التقنية والتطور المعلوماتي لتسهيل حياة الناس ومواكبة العصر، فنحن في عصر أصبح فيه التواصل في أقل من ثانية بأي مكان في العالم دون الحاجة إلى الوجود الفعلي للإنسان، فالحاجة ألحت على الدول لمجاراة ذلك في القطاعات الحكومية والخاصة لاعتماد هذا النهج في جميع معاملاتها لاختصار الوقت والجهد. الإمارات جعلت من نفسها رائدةً في كل جديد، وملهمةً لمن حولها ولكل مهتم بما هو حديث، فمشروع الحكومة الذكية ودبي الذكية لامس وواكب تطلعات وحاجات الناس، وأفرح المواطنين تشديدهم في محاسبة المقصر ومكافأتهم المجتهد لوصوله إلى أهداف الدولة المرسومة في وقتها المحدد، فهنيئاً للإمارات وهنيئاً لشعبها وقاطنيها. وهنا في المملكة بدأنا في بعض المعاملات الإلكترونية التي لاقت نجاحاً واستحساناً من المواطنين والمقيمين، ونطمح إلى مزيد بما يوازي الإمكانات، والكوادر الوطنية التي لا تقل كفاءة عن أي مكان آخر، بل أستطيع الجزم بأن المملكة تفيض بقدرات، وبعقول، وبإرادات لا حصر لها، فالمجتمع الآن أصبح مُلماً بالتكنولوجيا والتقنيات، حتى إن كان بعضهم لا يفقه فيها إلا قليلاً بما يماشي حياته واحتياجاته وتسليته. ونطمح في التعليم خصوصاً إلى أن يتم استخدام التقنية بنسبة عالية، وأن تكون المواد إلكترونية للتسهيل على الطالب والطالبة، مثلما تم التسهيل في ما سيحدث مؤخراً، وهو ثورة التعليم الحاصلة بنظام التعليم عن بعد، الذي أفاد كثيرين وأصبح لا عذر لمن لا يكمل تعليمه الجامعي إلا الكسل، وتسجيل الطلاب والطالبات الجدد في نظام «نور» وإمكانية رؤية النتيجة في المنزل، وغيرها من التسهيلات التي تمت وستتم بإذن الله لكنها تتحرك ببطء. وقد أعجبت بحُسن استخدام التقنية من المعلمين والمعلمات في طريقة تعليمهم وإيصال المعلومة للطلاب أو الطالبات، وكذلك في تواصلهم مع الأهالي في أي وقت عبر البرنامج الأشهر والأسهل «واتسآب»، لمتابعة الطالب أو الطالبة في الصفوف الدنيا والتحدث مع ولي الأمر مباشرة واطلاعه على كل جديد يخص أبناءه وبناته، ولكن سأقف عند موقف تعجبت له في ظل الاهتمام بالطالب والتواصل مع ذويه، فهل يُعقل أن يرسل مسؤول من المدرسة إلى هاتف والد أحدهم في منتصف اليوم الدراسي «ابنك غير موجود في المدرسة»؟! قد تتأثرون لكن ليس بحجم تأنيث النص، فبتأنيثه ستتغير ملامح وجهك وتثور، أين هي ابنتي؟! بالفعل حدثت هذه الواقعة في إحدى المدارس، ونُقل الأب إلى المستشفى، وحضرت الأم وأبناؤها إلى المدرسة، والمفاجأة أن الرسالة غير صحيحة، فالطالبة كانت موجودة في المدرسة ولم تكن موجودة في الفصل، والرسالة أُرسلت دون تدقيق وتأكيد على صحتها، ومثل هذه الكارثة حدثت من قبل مع تغيير النص، أرى حتى إن كانت الطالبة خرجت من غير إذن، أو قبل موعد انتهاء حصصها، فالمفترض أن يكون النص مختلفاً مراعياً وملماً بكل الحالات التي قد يكون فيها مُسّتقبِل الرسالة، فطريقة إخبار أولياء الأمور يجب أن تكون خاضعة لأسلوب نفسي دقيق، حتى لا تُحدِث سكتة لأحدهم لا قدر الله، وبالتأكيد قبل هذا كله، يجب أن تكون المعلومة صحيحة.