في جريدة الرياض (18 مايو)، تحسّر السيد نافين سيثي مدير الحلول التعليمية لمنطقة الشرق الأوسط على انخفاض نسبة قاعات الدرس (15% فقط) المحتوية على سبورة ذكية في مدارسنا الجميلة، وحتى هذه (حسب رأيه) لا تحتوي على حلول متكاملة للصف الذكي. واضح أن الشركات المصنعة لهذه الأدوات الذكية تمارس أنواعا من التذاكي علينا، فهي من ناحية ترغب حتما في الفوز بصفقات مجزية لتزويد كل فصل أو خن أو حتى مطبخ بسبورة ذكية وقلم ذكي ومساحة ذكية وشاشة عرض ذكية. ومن ناحية أخرى تصور لنا أن التعليم الحديث لا يمكن أن يبلغ مداه إلا في غرف تكاد تنفجر من الذكاء، حتى وكأنها تمد تلاميذنا بجرعات هائلة من الذكاء لمجرد أن كل ما حولها تجهيزات سُميت ذكية، وما هي في نهاية المطاف إلا أدوات وأجهزة صماء تؤدي ما صُنعت له لا أكثر. المشكلة العويصة الأخرى، أنه بمجرد مرور شهور قليلة على تركيب هذه التجهيزات (الذكية)، تُفاجأ بسيل جديد من العروض (الذكية) التي لا يحسن تسويقها إلا عبر (تعييب) الموجود منها، واعتبارها (كخة) قديمة ومنتهية الصلاحية، أي أنها تنقلب بسبب تشوهات في جيناتها إلى (غبية)، وقد تصيب تلاميذنا النجباء بعدوى نحن منها هاربون. ما أحلانا في المسارعة لتأمين هذه (الذكيات) لأنها أولا فلوس الحكومة، وثانيا للفشخرة والمباهاة، وربما ظنا منا أنها تنقلنا تلقائيا إلى العالم الأول. نعم كثيرا ما نفعل ذلك دون أن نثير أسئلة ذكية بالقدر نفسه من شاكلة: •ما هي آخر الدراسات والبحوث عن أثر هذه (الذكيات) على عمليتي التعليم والتعلم؟ وهل نتائج تطبيقاتها تبرر أثمانها (الباهظة) غالبا؟ •هل مدارسنا مهيأة فعلا لتركيب وتطبيق هذه (الذكيات)؟ وهل يحسن معظم المعلمين والمعلمات استخدامها؟ أم أن كثيرا منهم (دقة) قديمة لا تحسن إلا القبض على الطباشورة! •من سيصون هذه الأجهزة المكلفة في حال تعطلها؟ أم أنها ستُعاد إلى المستودعات كسيحة عاطلة حتى يتوفاها المزاد وتذيبها شدة الحرارة في انتظار الارتباط على فاتورة إصلاحها! مرحبا بالتقنيات الحديثة وتطبيقاتها، لكن إن ثبت لها جدوى عميقة تصلح ما فسد من تعليمنا!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain