أكد وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة في كلمته خلال افتتاح منتدى الأعمال الأذري السعودي الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة، بالتعاون مع هيئة تنمية الصادرات السعودية، ومجلس الغرف السعودية، على المستوى المتميز، الذي بلغته العلاقات التي تربط المملكة بجمهورية أذربيجان، مشيراً إلى أنها حظيت منذ تأسيس هذه العلاقات في العام 1991م بدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والرئيس إلهام علييف، وتبادل للزيارات والوفود الرسمية والتجارية على أعلى المستويات. ودعا في كلمته خلال افتتاح منتدى الأعمال المشترك المنعقد حالياً في مركز حيدر علييف في العاصمة الأذرية باكو، بحضور وزير الاقتصاد والصناعة الأذربيجاني شاهن مصطفاييف، بمشاركة وفدي البلدين من الجانبين الحكومي والخاص إلى ضرورة الاستفادة والبناء على هذه العلاقات من أجل تحسين مستوى التبادل التجاري والاستثماري والاستفادة من مناخ العلاقات السائدة والاتفاقيات المبرمة، مؤكدا أن مستوى التبادل التجاري الحالي ضعيف للغاية، ولم يتجاوز 4 ملايين دولار في العام 2014م، بالنظر لما يمتلكه البلدان من فرص هائلة في المجالات كافة. ونوه الدكتور توفيق الربيعة بالإمكانات الاقتصادية والمالية للبلدين الصديقين وما يوفره ذلك من فرص حقيقية للتعاون في ظل العلاقات المتميزة والقائمة حالياً بين البلدين وفي ظل وجود عديد من الاتفاقيات التي تحمي وتنظم الاستثمارات،مشيراً معاليه إلى أن زيارته الحالية لباكو على رأس وفد حكومي وتجاري كبير يتجاوز 120 شخصاً من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة في المملكة يؤكد رغبة المملكة في توسيع تعاونها المشترك والقائم مع أذربيجان وإيمانها بوجود فرص عديدة لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين. وشدد الدكتور الربيعة على أن البلدين قد أرسيا علاقات راسخة وتمثل ذلك في التمثيل الديبلوماسي وإنشاء لجنة حكومية مشتركة، مبيناً أن ذلك يعد دليلاً على وجود قناعة بضرورة حل أية إشكالات تمنع من زيادة التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وأعرب عن سعادته بما سمعه من فخامة الرئيس إلهام علييف خلال استقباله له في وقت سابق أمس الذي دعا قطاعي الأعمال بتكثيف تعاونهما المشترك في الفترة القادمة وعكس قوة العلاقات على مستوى التبادل التجاري والاستثماري. وقال إنه من الضروري العمل سويا على تنشيط التبادل التجاري مع وجود لجنة مشتركة وتوقيع اتفاقيات محددة تنظم دخول واستثمار رؤوس الأموال في البلدين، لافتاً النظر إلى أنه اقترح على وزير الاقتصاد والصناعة الأذري باصطحاب وفد تجاري من بلاده خلال انعقاد اللجنة المشتركة التي ستستضيفها المملكة في شهر نوفمبر القادم ليكون ذلك فرصة جديدة للقاء قطاعات الأعمال للعمل سوياً في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي. وعبر وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة عن ثقته وتفاؤله بقدرة البلدين على تعزيز تعاونهما المشترك خاصة في ظل العلاقات السياسية والاحترام والرغبة الصادقة لدى قيادتي البلدين في الارتقاء بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية والاستفادة من الفرص المتاحة. ورحب وزير الاقتصاد والصناعة في جمهورية أذربيجان شاهن مصطفاييف بمعالي وزير التجارة والصناعة والوفد المرافق له في زيارته الحالية لباكو، مشيراً إلى أن وجود هذا العدد الكبير من الجهات الحكومية وفعاليات القطاع الخاص السعودي تؤكد الرغبة الصادقة في تعزيز التعاون المشترك في الفترة القادمة، مؤكداً أن لبلاده نفس الرغبة. ودعا إلى ضرورة تبادل الوفود التجارية وتشجيع الزيارات بين مسؤولي البلدين وقطاعات الأعمال على كافة المستويات، منوها بأن لدى بلاده اهتماما بالتعاون مع الجانب السعودي في قطاعات محددة وأن وجود هذا العدد الكبير سيسهم في بلورتها في الفترة القادمة، معبراً عن أمله في أن يتم خلال لقاءات قطاعي الأعمال في البلدين خلال المنتدى الحالي عقد عديد من التفاهمات بين رجال الأعمال لتنسيق تعاونهم المشترك. ونبه إلى اهتمام بلاده بتوقيع عديد من الاتفاقيات التي ستسهم في حماية وتشجيع وتنظيم دخول رؤوس الأموال في سوقي البلدين، مستعرضاً في الوقت نفسه الملامح الاقتصادية والمالية لبلاده والوضع السياسي والأمني المستقر لأذربيجان وعدم تأثرها بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط في الفترة الماضية. وقال الوزير مصطفاييف إن الاقتصاد الأرذبيجاني واصل نموه المضطرد ليرتفع إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه في السنوات القليلة الماضية فيما ارتفع في الوقت ذاته حجم التبادل التجاري إلى 4 أضعاف، كما تراجعت معدلات البطالة والفقر في بلاده لمستويات تماثل الدول المتقدمة، إضافة إلى أن بلاده تمثل نحو 75% من اقتصاد منطقة جنوب القوقاز، مع استمرار بلاده في تحقيق نسبة نمو سنوي تتجاوز في المتوسط 5% رغم تراجع عائدات النفط. وأرجع الوزير الأذري ذلك إلى نجاح البرنامج الاقتصادي لبلاده واستثمارها في مشاريع عديدة بما فيها قطاع البنى التحتية وتنويع القاعدة الإنتاجية والصناعية، إضافة إلى مواصلة خطط بلاده لمد خطوط نقل الغاز إلى المنطقة الأوروبية، إضافة إلى العمل على تنشيط القطاع الزراعي والصناعات الغذائية وتقنية المعلومات والطاقة المتجددة وهي مجالات يمكن للبلدين الصديقين الاستفادة منها. وتعهد وزير الاقتصاد والصناعة الأذربيجاني بتقديم كافة المعلومات المطلوبة من المستثمرين السعوديين عبر الطرق الرسمية بهدف تشجيع التعاون مع نظرائهم في بلاده. وشهد المنتدى الذي عقد على مدى يوم واحد بمشاركة رجال الأعمال والجانبين الحكوميين في البلدين تقديم عروض حول اقتصادي البلدين والقطاعات والمشاريع القابلة للاستثمار المشترك فيها وما يتطلبه سوقا البلدين من خبرات متميزة لتنميتها. وتضمنت العروض المقدمة من الجانب السعودي عرضاً من الصندوق السعودي للتنمية وبرنامج الصادرات السعودية والبرنامج السعودي لتنمية التجمعات الصناعية وهيئة الصادرات السعودية. وكان وزير الاقتصاد والصناعة الأذري قد صحب معالي وزير التجارة والصناعة في نهاية لقائهما بمركز حيدر علييف إلى ركن خصص لعرض المشاريع التي تمثل الاستثمارات الأذرية في قطاع البناء والتشييد والبنى التحتية في مختلف المجالات التي لقيت اهتماما من الدكتور توفيق الربيعة والوفد المرافق له.