ننام ونستيقظ ونعمل ونُرفِّه عن أنفسنا.. ونعيش عاداتنا اليومية مطمئنين آمنين بين أهالينا وأقاربنا وأصدقائنا.. وهناك رجال تركوا زوجاتهم وأبناءهم وأهاليهم وأصدقاءهم وديارهم من أجل توفير تلك الحياة الآمنة لنا.. ألا وهم «جنودنا البواسل» في الحد الجنوبي بنجران وجازان وغيرها في طبيعة صعبة.. واهبين أنفسهم لله ثم المليك والوطن.. حاملين راية التوحيد ومدافعين عن الوطن الغالي – بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين – أمام أعوان بلاد «الفرس» المتنمرة، مقدمين قلوبهم وأرواحهم فداءً لدينهم ووطنهم. جنودنا البواسل يقفون ليلاً ونهاراً بهِمة عالية، وروح وطنية خالصة.. فقلوبهم منشرحة، وصدورهم متسعة، وابتسامتهم مشرقة.. يتعاملون مع الشعب اليمني هناك بإنسانية ورِفق وعاطفة، وهذا ما شاهدناه في عديد من الصور الموثقة للواقع هناك، وكما سمعناه من ثقات نقلوا لنا ما يجري في الحد الجنوبي.. ورجالنا يقفون بالمرصاد لمن تسوِّل له نفسه العبث بأمن المملكة العربية السعودية قلب الخليج والعالمين العربي والإسلامي.. ولسان حالهم يقول: وطننا أمانة في أعناقنا.. نعم أمانة في أعناقهم ويبذلون الغالي والنفيس من أجله وأجل راحتنا وأماننا واطمئناننا. وما يُميِّز الشعب السعودي هو التلاحم ووحدة الصف، ووقفته المخلصة والصادقة ومكافأته لوطنه ورجالاته، فهُمْ رجال في المواقف والأفعال.. ومن الأمثلة على ذلك قيام الإخوة والأصدقاء والجيران بمسؤوليات أولئك الرجال تجاه أبنائهم وأُسرهم ودعمهم وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم، وعلى صعيد المدرسة تجد ذلك المدير والوكيل والمعلم يقوم مقام الأب لأبناء رجالنا البواسل ويهتم بدراسته وغذائه وصحته وإيصاله للمدرسة ثم للبيت، وغير ذلك.. راجين رضا الله سبحانه وتعالى ثم اطمئنان من يدافعون عن ديننا ووطننا وعِرضنا.. وقبل ذلك الدعم ولا يضاهيه أي دعم هو التجاؤهم للرب عز وجل بالدعاء لهم بالنصر والحفظ والصون، وأن يعودوا إلى ديارهم وأبنائهم سالمين غانمين.. معتزين بهم ومفتخرين فيهم. وأكثر ما شدّني هو تصريح والد النقيب ياسر آل منصور بعد استشهاد ابنه البطل جرَّاء قذائف العدوان الحوثي لجازان ونجران، قائلاً: ابني فداء للدين والوطن.. وهذا خير دليل على الإخلاص والوفاء من ذلك البطل وأبيه لوطن قدّم لنا كثيراً وكثيراً، فالجميع في هذا الوطن رجال مخلصون ل«سلمان بن عبدالعزيز».. وقلوبهم مع وطنهم في السرّاء والضرّاء. أسأل الله العلي العظيم أن يحمي جنودنا البواسل على خط النار، ويحرسهم بعينه التي لا تنام، وأن ينصرهم على أعداء الإسلام وبلاد الحرمين الشريفين. وأختم مقالي ب: «وطن لا نحميه .. لا نستحق العيش فيه».