في الوقت الذي تتوالى فيه الهزائم العسكرية لقوات الأسد وحلفائها في عدة مناطق سورية أمام تقدم الثوار، والذي بدا فيه النظام عاجزا عن تحقيق أي نصر عسكري حتى لو كان صغيراً، بدأ نظام الأسد بالترنح ويكاد يفقد صوابه، حيث بدأ بتصفية الحلقة الأمنية المقربة منه، التي طالما اعتمد عليها في حكم البلاد طوال العقود الأربعة الماضية، كما في حربه ضد الشعب السوري طيلة أربع سنوات. وتشير التقارير إلى أن عديدا من المقربين من النظام يتذمرون من ازدياد النفوذ والسيطرة الإيرانية على مفاصل مهمة داخل النظام ماليا وسياسيا وعسكرياً، وما يؤكد اتساع هذا النفوذ أن سلطات الأسد وإعلامه لم ترد على تصريحات قادة إيران المتواصلة حول سيطرتهم على دمشق، فيما يقرر ذراعها في لبنان «حزب الله» خوض المعارك في الزمان والمكان اللذين يريد، دون العودة للأسد، بل أكثر من ذلك؛ ففي آخر ظهور لبشار الأسد كرر ما قالة أمين عام الحزب اللبناني. مقتل اللواء رستم غزالة في ظروف غامضة وأخبار تنحية رئيس جهاز الاستخبارات علي مملوك ووضعه في الإقامة الجبرية، يشيران إلى أن الأسد، أصبح يشك في أقرب المقربين إليه ويتهمهم بالتآمر والانقلاب عليه. فالأسد الذي أسقط الشعب شرعيته منذ أربع سنوات لايزال مستمرا بحكم الدعم الذي يتلقاه من موسكو وطهران، وبفعل المظلة التي وضعتها قوى دولية لمنع نظامه من السقوط، التقارير تشير كذلك إلى أن الحلقة المقربة منه بدأت بالتداعي، وأن الاضطراب والخلافات وصلت إلى داخل القصر الرئاسي والدائرة المقربة منه، وقد نشهد قريبا هروبا جماعيا من سفينته الغارقة.