سبق لي في ذات مقالة أن تطرقت إلى مشكلة المواقف التي يشكو منها زائرو مسجد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والمتمثلة في حجز نصف مواقف السيارات – تقريبا- للمشتركين، الذين – غالبا – لا يصلون جميع الصلوات في الحرم النبوي، وبالتالي تبقى هذه المواقف فارغة ونصف طاقتها الاستيعابية معطلة وكأنها ليست لخدمة المصلين، بينما يتطلع الزائر إلى أي موقف وبأي ثمن في سبيل إدراك الصلوات في وقتها. إننا حتى لو أردنا شيئا من الربحية التي تعوض تكلفة التشغيل والصيانة للمواقف؛ فإن ذلك مما يمكن تحقيقه وفق تنظيم يراعي تحقق الهدف الأساس من إنشائها، كأن يكون إيجار الساعة مضاعفا عند دخول وقت الصلاة مع إلغاء نظام الاشتراك كليا، ويستثنى من ذلك وقت صلاتي المغرب والعشاء في رمضان، لاسيما في ظل أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم النبوي حاليا. ولأن الوضع لم يتغير؛ فإنني أضع تحت أنظار سمو أمير المدينة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- هذه المشكلة؛ التي تجعل مشروع المواقف يبدو وكأنه يستهدف الربحية أولا، لا خدمة زائري المسجد النبوي؛ بل إنه قد يبعث رسالة سلبية عنا ونحن الذين نعتز بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما، وننفق المليارات في سبيل ذلك، بكون المشروع مشروع جباية لا مشروع خدمة ورعاية!!.