أعلنت وزارة الصحة عن تراجع وصفته ب»اللافت» في أعداد المصابين بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية خلال شهر أبريل الفائت، لكنها تعهدت باستمرار حملاتها التوعوية، محذِّرةً من أن المخالطين مباشرة للإبل قد ينقلون الفيروس إلى غيرهم دون أن تظهر الأعراض على الناقل. وقارنت «الصحة»، في بيانٍ لها أمس، بين 8 إصابات ب»كورونا» خلال إبريل 2015 و279 إصابة خلال إبريل 2014 بنسبة انخفاض تزيد على 97%. وأوضحت في السياق ذاته أن عدد الإصابات انخفض للأسبوع السادس على التوالي، مؤكدةً تسجيل 3 إصابات فقط خلاله «بينها إصابتان دون أعراض ولا ينطبق عليهما التعريف المعياري للإصابة». وتحدَّثت الوزارة عن «986 عينة لكورونا فحصتها المختبرات خلال الأسبوع الفائت (الفترة من 7 إلى 13 رجب الجاري)، و7 زيارات نفذتها فرق الاستجابة السريعة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية خلال الفترة نفسها، مع زيارة واحدة لفرق الصحة العامة للمخالطين للحالات الإيجابية». وقدَّرت عدد المخالطين الذين تم حصرهم في المنازل ب7 أشخاص. وعلى الرغم من الانخفاض المعلن في الإصابات؛ تعهد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد، بإبقاء استعدادات مواجهة المرض كما هي «لأننا لا نزال في موسم الإصابة». وأكد سعيد، وهو رئيس مركز القيادة والتحكم في الوزارة، حتمية استمرار جهود المواجهة «بتعاون جميع الأطراف وعلى رأسها المجتمع والعاملون الصحيون»، لافتاً في الوقت نفسه إلى استمرار الحملة التوعوية بفيروس كورونا «نقدر نوقفها» وحملة توعية مخالطي الإبل من ملَّاك ومربين بالتنسيق مع وزارة الزراعة. ووفقاً له؛ فإن مركز القيادة سيواصل جهوده على مدار الساعة «من خلال القيام بأعمال الترصد الوبائي، والتأكد من التزام كافة المنشآت الصحية الحكومية والخاصة بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى، والتنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية والمنظمات الصحية الدولية بما في ذلك منظمة الصحة العالمية وبيوت الخبرة لمتابعة كافة ما يستجد بخصوص الفيروس». إلى ذلك؛ رجَّح مدير عام مكافحة عدوى المنشآت الصحية في وزارة الصحة، الدكتور هايل العبدلي، أن يكون ارتفاع أعداد المصابين ب»كورونا» خلال شهري فبراير ومارس الماضيين مرتبطاً بموسم تكاثر الإبل وموعد ولادتها الذي يصادف الأشهر الباردة، ملاحظاً أن «الإبل المولودة حديثاً تكون أقل مناعة وأكثر عرضة للعدوى من الإبل الكبيرة، وبالتالي تكون مصدراً رئيساً للعدوى». وحذر العبدلي من أن المخالطين مباشرةً للإبل قد يصابون بالفيروس دون أن تظهر عليهم أعراض مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، و»ذلك لمناعتهم الجيدة». لكنه استدرك «قد يحملونه وينقلونه إلى آخرين أقل مناعة، مما يسبب إصابتهم بالمتلازمة، لاسيما مع عدم التزامهم بالإجراءات الوقائية والاحترازية»، مشيراً إلى مخالطة المصابين باعتبارها سبباً في ارتفاع احتمالية انتقال العدوى، خاصةً بين كبار السن ومن يعانون أمراضاً مزمنة كأمراض القلب والرئتين والكلى، أو يعانون من نقص في المناعة. وأصيب ب «كورونا» في المملكة 982 مواطناً ومقيماً منذ يونيو 2012، وتعافى منهم 552 شخصاً بنسبة 56.2%، فيما توفي 428، فيما لا يزال مصابان قيد العلاج. ولم يسجل مركز القيادة والتحكم أمس الأحد أي إصابات أو وفيات أو حالات تماثل للشفاء.