يبدو أن شركة أرامكو السعودية مقبلة على عهد جديد من تنويع مصادر الدخل، وفتح المجال أمام الدخول في مشاريع مساندة لمشاريع توليد الطاقة، بعد قرار إعادة الهيكلة. وأعلنت أرامكو في بيان صحفي على موقعها الإلكتروني، أن مجلس إدارتها عقد اجتماعه السنوي في سيئول بكوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، وركّز على استراتيجية الشركة بعيدة المدى. وتضَّمن جدول الاجتماع إفادة موجزة من وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي النعيمي، بشأن حل المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، وإنشاء المجلس الأعلى للشركة، الذي يتألف بحسب نظامه التأسيسي من 10 أعضاء من بينهم خمسة من أعضاء مجلس الإدارة، ويرأسه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. واتفق محللان على أن إعادة هيكلة أرامكو السعودية، هي في وجهه الآخر إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي بأكمله، لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، مشيرين إلى أن الشركة ستحظى بحرية أكبر في تحديد المستقبل، والدخول في مشاريع جديدة، وضخ استثمارات في مجالات عمل بجانب مجال توليد الطاقة، موضحين أن الشركة قادرة على مضاعفة دخلها الحالي خلال عقد واحد. وأوضح الدكتور محمد دليم القحطاني الأكاديمي في جامعة الملك فيصل والمحلل الاقتصادي أن قرار إعادة الهيكلة كان لابد منه في هذا التوقيت بالذات، لتعزيز مصادر دخل الشركة. وقال: «عمر شركة أرامكو السعودية اليوم يقارب 82 عاماً، وطيلة هذه المدة، لم تشهد الشركة إعادة هيلكة شاملة، واليوم يجيء قرار إعادة الهيكلة ليعزِّز مصادر دخل الشركة في مجالات عمل جديدة، بجانب مجال استخراج النفط والغاز». وأضاف «أرامكو أثبتت نفسها كشركة عملاقة في مجالات عمل اقتصادية عدة، مثل العقار والصحة والتعليم، وتجسد هذا الأمر في تشييد مدارس عدة، وبناء 12 ملعباً جديداً في مناطق المملكة، كما شيدت مستشفيات ناجحة، وأدارت مدارس نموذجية، معتمدة في ذلك على خبرات متراكمة، وقدرات بشرية تم تدريبها على إنجاز الأعمال في الوقت المحددة، وبجودة عالية، وأعتقد أنه بعد اكتمال إعادة الهيلكة، سيكون بمقدور الشركة استحداث مشاريع جديدة لم تكن موجودة من قبل، هذا بجانب مشاريع الطاقة، وأتوقع أنه خلال 10 سنوات من العمل بالهيكلة الجديدة، تستطيع أرامكو تضاعف دخلها الذي تحققه حالياً. واتفق المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة مع القحطاني في تعزيز دخل الشركة بعد إعادة الهيكلة، وقال: «أرامكو شركة عملاقة، ولديها إمكانات جبارة تمكنها من توسيع نشاطها ومشاريعها في مجالات الإنتاج، والتكرير، والاستشارات، والتدريب». وقال: «ربما تتجه الشركة لضخ استثمارات جديدة، في قطاع التكرير، وهو الأمر الذي يقلل كميات النفط الخام المصدرة للخارج، ويتم تصدير مواد نفطية مكررة، ما يزيد من دخل الشركة، يضاف إلى ذلك أن الشركة تستطيع أن تمنح الصلاحيات الكاملة للشركات التابعة لها، لاستحداث مشاريع جديدة، مثل الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية، والطاقة العضوية)، بجانب الدخول في القطاع العقاري الذي دخلته الشركة وأثبتت فيه نجاحاً كبيراً». وتابع «تراجع أسعار النفط هذه الأيام، لن يكون عائقاً أمام طموحات الشركة، القادرة على التكيف مع أسواق النفط بصورتها الحالية، واستحداث برامج ومشاريع جديدة، تقلل الاعتماد على النفط لمصدر دخل للمملكة، وإيجاد مصادر أخرى تعتمد على مشاريع الطاقة البديلة وغيرها».