وافق المجلس الاقتصادي على رؤية ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس المجلس الاقتصادي الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة أرامكو. وأوضحت مصادر، أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد عرض رؤيته المفصلة حول إعادة هيكلة «أرامكو» على مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يتولى رئاسته. وأكدت المصادر، أن المجلس صوت بالإجماع على ما عرضه الأمير محمد بن سلمان، حيث صدر قرار المجلس بتشكيل لجنة من القانونيين لتطبيق كافة ما ورد في الرؤية التي عرضها سموه، مشيرة إلى أن من أبرز ماتضمنه القرار، فصل أرامكو عن وزارة البترول. وأوضح خبيران اقتصاديان، أن موافقة المجلس الاقتصادي للشؤون الاقتصادية والتنمية على رؤية ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس المجلس الاقتصادي الأمير محمد بن سلمان بشأن إعادة هيكلة أرامكو؛ تهدف إلى رفع كفاءة الشركة، التي تعد واحدة من أكبر شركات النفط في العالم وتعزيز سبل الاستفادة من اصولها الكبيرة في خدمة الاقتصاد الوطني. وقال الاقتصادي الدكتور مختار بلول: «فصل أرامكو التي تتولى إنتاج النفط في المملكة عن وزارة البترول؛ يهدف إلى تعزيز دور الشركة في خدمة الاقتصاد الوطني ورفع سبل الاستفادة من أصولها البالغة أكثر من 5 ترليونات دولار في الداخل والخارج».، مشيرا إلى أن الانتاج النفطي السعودي يواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن من بينها انخفاض الاسعار، وزيادة الطلب المحلي، المقدر أن يصل إلى 3 بليونات برميل يوميا خلال فترة قصيرة، لافتا إلى أنه وفق اعادة الهيكلة المقترحة فإن وزارة النفط ستتولى إعداد السياسات العامة للبترول، بينما تتولى ارامكو الجوانب التنفيذية المتعلقة بالانتاج والخطط الكشفية وتقديرات الاحتياطي وغيرها. من جهة أخرى قال الاقتصادي الدكتور عبدالله الشدادي «إن خطة إعادة الهيكلة تستهدف تحفيز كافة القطاعات في أرامكو على رفع معدلات الانتاجية لمواجهة التحديات في المرحلة المقبلة، لاسيما في ظل توقعات ترى بأن أسعار النفط ستظل منخفضة حتى بداية العام المقبل». منوها بخطوة الأمير محمد بن سلمان الإصلاحية، التي تكشف عن رؤية استشرافية تتيح لارامكو التوسع وتحسين الاستفادة من الموارد واصولها في الداخل والخارج، داعيا وزارة البترول إلى إطلاق العديد من البرامج لتعزيز الوعي بحسن استخدام الطاقة، وترشيد الاستهلاك في المنازل خاصة مع قدوم فصل الصيف، مبديا ارتياحه لخطة الأمير عبد العزيز بن سلمان نائب وزير البترول، بتقليص استهلاك النفط بمعدل 1,5 مليون برميل خلال عدة سنوات. 4 خطوات تبني صناعة بترولية سعودية عالمية عكاظ (جدة) استطاعت المملكة، أكبر منتج ومصدر للبترول وصاحبة أكبر احتياطيات بترولية في العالم، بناء صناعة بترولية راسخة تدعم مكانتها على الصعيد الدولي، على أساس مبادئ تجارية وتقنية تكفل لها استمرار النجاح. وقد استطاعت المملكة تحقيق ذلك من خلال خطوات أربع: أولا: تطوير وتأهيل المواطنين السعوديين: حيث تولي الصناعة البترولية السعودية موظفيها اهتمامها، بدءا من استقطاب الشباب السعوديين المتميزين منذ تخرجهم من المرحلة الثانوية، في برامج تدريبية فنية قل مثيلها في العالم، كما يتم ابتعاث الواعدين من المرشحين في بعثات دراسية تخصصية تفيد الصناعة البترولية. وقد استطاعت المملكة من خلال هذا البرنامج إيجاد أيدٍ عاملة رفيعة المستوى تضاهي نظيراتها في الدول المتقدمة، وفي شركات البترول العالمية، ويبلغ عدد الموظفين السعوديين في شركة أرامكو السعودية نحو 54,500 موظف، فيما تنتمي النسبة الباقية البالغة 13 في المئة إلى نحو خمسين دولة. ثانيا: التركيز على الأمور ذات الصلة بالبترول ومصادر الطاقة عموما، والتقنية والتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية، مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، كما تلعب شركات البترول والبتروكيماويات دورا مهما في هذا المجال. ويشمل الاهتمام بالعلوم والتقنية من الجانب النظري والتطبيقي. فعلى سبيل المثال، تعد أرامكو السعودية أكبر شركة بترولية في العالم في استخدام تقنية الاتصالات والمعلومات في تعقب حركة الإنتاج والنقل لملايين البراميل من البترول والغاز الطبيعي يوميا. ويشمل ذلك مراقبة حقول البترول وآباره، ومراكز التجميع، ومعامل فرز الغاز من البترول، والمصافي، وخطوط الأنابيب، ومرافق الشحن، والتوزيع، ومرافق توليد الكهرباء، ومكاتب المبيعات المنتشرة في أنحاء العالم. ثالثا: وجود الإدارة الفعالة؛ فبدون وجود إدارة خلاقة مؤهلة ومرنة، لا يمكن إنشاء صناعة ناجحة، وهذا الأمر له أهمية قصوى، ليس فقط من خلال التدريب، والتطوير المستمر، والبرامج الإدارية المتخصصة فحسب، بل بإتاحة الفرصة للإداريين لاكتساب المزيد من الخبرات العلمية والمهنية، من خلال التنقل والعمل في الإدارات المختلفة داخل وخارج المملكة، والمشاركة في الأنشطة الدولية المختلفة مثل حضور المؤتمرات والندوات وإلقاء المحاضرات، وتبادل الخبرات المهنية مع الشركات والهيئات ذات العلاقة. رابعا: تأسيس علاقة عمل وطيدة ومثمرة وفعالة بين الحكومة والشركات البترولية العاملة في المملكة. فالحكومة تولي هذه الشركات ثقة تامة ولا تتدخل في الأعمال اليومية للشركات من تنقيب، أو تشغيل، أو صيانة، أو مبيعات، أو مشتريات، أو تعيينات، أو مفاوضات تجارية أو فنية مع الجهات الأخرى داخليا وخارجيا. ويشمل هذا عدم التدخل في أنظمة الشركات الداخلية وأنشطتها المالية، حيث تترك لها الحرية التامة والمرونة اللازمة للوصول إلى أعلى إنتاجية ممكنة. ويمثل مجلس الإدارة قناة الارتباط الأولى بين الحكومة وشركة أرامكو السعودية، المملوكة بالكامل للدولة، حيث يشرف على أعمال الشركة كأي مجلس إدارة في الشركات العالمية الناجحة. أما قناة الارتباط الثانية بين الحكومة والصناعة البترولية السعودية فهي المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، الذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين، والذي يقرر السياسة والاستراتيجية البترولية والتعدينية العليا للمملكة، والخطط العامة للصناعة البترولية والتعدينية السعودية. أرامكو رائدة التنقيب عكاظ (جدة) أرامكو السعودية هي شركة البترول المملوكة للمملكة، وهي شركة بترول وكيماويات عالمية متكاملة، وقد تبوأت أرامكو السعودية خلال تاريخها الممتد لثمانين عامًا شركة رائدة في مجال التنقيب عن المواد الهيدروكربونية وإنتاجها وتكريرها وتوزيعها وشحنها وتسويقها، مكانة رائدة بين الشركات العالمية المصدرة للزيت الخام وسوائل الغاز الطبيعي، كما تتولى الشركة إدارة احتياطي مؤكد للزيت الخام غير التقليدي والمكثفات في العالم يبلغ نحو 260,2 بليون برميل. وقد وصل معدل إنتاج الزيت الخام اليومي في عام 2013 إلى 9,4 مليون برميل في اليوم، وبلغ إجمالي إنتاج النفط للعام 3,4 بليون برميل؛ ما يمثل برميلا من كل ثمانية براميل من إنتاج النفط الخام في العالم وأكبر كمية تنتجها الشركة في سنة واحدة عبر تاريخها. كما تتولى الشركة الإشراف على احتياطيات من الغاز الطبيعي تبلغ نحو 288,4 تريليون قدم مكعبة قياسية، وفي عام 2013م، بلغ الإنتاج السنوي من الغاز من حيث الغاز الخام والغاز المسلم إلى المعامل، 4,02 تريليون قدم مكعبة قياسية. وتملك أرامكو السعودية والشركات التابعة لها أو تشارك في ملكية مصاف محلية ودولية، تبلغ طاقتها التكريرية الإجمالية نحو 4,9 مليون برميل في اليوم، وتبلغ حصة الشركة من هذه الطاقة التكريرية 2,6 مليون برميل في اليوم؛ الأمر الذي يجعلها سادس أكبر شركة في مجال التكرير في العالم. وفي عام 2013، زاد إنتاج أرامكو من المنتجات المكررة إلى 494 مليون برميل، كما ارتفعت الصادرات من المنتجات المكررة لتصل إلى 121 مليون برميل، وزادت صادرات أرامكو من الزيت الخام لتصل إلى 2,5 بليون برميل في عام 2013، تتجه 53,8 في المئة منها إلى الشرق الأقصى.