لم تفاجئنا القرارات الملكية الجديدة بشأن مناصب الدولة العليا التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-؛ لأن الجميع في وطننا الغالي على يقين بأن كل قرار يصدر ليس ارتجالياً أو تعسفياً بل هي قرارات مدروسة ومحسوبة ومباركة من هيئة البيعة، ومن ثم معتمدة من الملك -حفظه الله-، ثم تتم المبايعة تباعاً من الشعب السعودي الكريم برضا ومحبة وسرور، ولأن الناس جُبِلوا على التغيير، وهذه سنة الحياة وأحد نواميس الكون المُسّلم بها؛ فإن الشعب السعودي سعيد بكل قرار يصدره خادم الحرمين الشريفين رجل الحزم والعزم؛ لما يتمتع به من حكمة وفراسة وحسن قيادة، والشعب السعودي النبيل ولله الحمد منذُ الأزل ملتف حول قيادته لثقته المطلقة في هذه القيادات الموفقة، ومستذكراً البيعة الشرعية التي في عنقه، ولأن الشكر من ركائز الإيمان المتأصلة في المؤمن فإننا نشكر الله على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة؛ إذ قيّض لهذه البلاد هؤلاء الثُلة من الرجال المخلصين الذين يقودون البلاد والعباد للخير وكل ما فيه خير، كما يطيب لنا نحن أفراد الشعب السعودي أن نجزل الشكر والعرفان لكل من خدم ويخدم هذه البلاد المباركة ونحسبهم في خير وعلى خير؛ فهم يجمعون بين خيري الدنيا والآخرة، هم يخدمون أطهر أرض وهي أرض الحرمين الشريفين أعزها الله، والشكر موصول على الخصوص في وقتٍ يحضر فيه الشكر ويستوجب لمقام الأمير مقرن بن عبدالعزيز -وفقه الله- على ما قدمه للدين والوطن، والشكر الخاص جداً جداً لعازف سيفمونية الدبلوماسية ومهندس الخارجية الأمير المخضرم سعود الفيصل الذي أفنى حياته وصحته ووقته وجهده في خدمة دينه ووطنه، سائلين الله له وافر الصحة وبلسم العافية، كما نرحب بمقدم المحمدين الشابين الأميرين محمد بن نايف ولياً للعهد، ومحمد بن سلمان ولياً لولي العهد، فهما خيرا خلفٍ لخيري سلف، وهما اللذين اعتدنا أن نراهما يعملان ويعملان لكن بصمت يستحقان عليه التقدير والإشادة، وهما بمنزلة الهديتين الجزلتين من سلمان الخير والعطاء للوطن والشعب اللذين يستحقان كل خير، ومن هذا المنبر نبايعهما على كتاب الله وسنة رسوله على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وندعو لهما بالتوفيق والسداد. شكراً خادم الحرمين الشريفين على قراراتكم المدروسة والحكيمة، سِرْ رعاك الله وأيدك بتأييده ونصره، وشعبك كله بإذن الله معك حباً وإخلاصاً في الحرب والسلم، نحمد الله ونشكره دائماً سبحانه علاّم الغيوب مسيّر الأمور، ونسأله سبحانه أن يحفظ علينا ديننا ووطننا ومليكنا وحكومتنا والشعب السعودي العزيز وكل من يعيش على أرض وطننا الطاهر، وأن يديم الأمن والأمان علينا وعلى المسلمين في كل مكان.